الأفضل للصحة... النوم لـ 8 ساعات متواصلة أم متقطعة
أثارت دراسة جديدة نُشرت في «Journal of Applied Physiology» جدلاً علمياً حول المدة المثالية لتوزيع النوم خلال اليوم، حيث قارنت بين تأثير النوم المتواصل لثماني ساعات مقابل نظام النوم المتقطع (Split Sleep) الذي يقسم فترة الراحة إلى فترتين أو ثلاث.
وأظهرت النتائج أن كلا النمطين لهما مزايا مختلفة تعتمد بشكل كبير على طبيعة الحياة اليومية والحالة الصحية للفرد.
ووفقاً للباحثين، فإن النوم المتواصل يظل الخيار الأفضل لتحقيق أقصى استفادة من دورات النوم العميق (Slow-Wave Sleep) ومرحلة حركة العين السريعة (REM)، اللتين تعتبران أساسيتين لإصلاح الأنسجة وتعزيز الذاكرة والاستقرار العاطفي. في المقابل، قد يكون النوم المجزأ مفيداً للأشخاص الذين يعملون في نوبات ليلية أو أولئك الذين يعانون من اضطرابات النوم مثل الأرق، حيث يساعد تقسيم الراحة على تقليل الشعور بالإرهاق النهاري.
وفي الآتي مقارنة بين النمطين وفقاً لمعايير صحية محددة:
• الجودة: النوم المتواصل يتفوق في تحقيق نوم عميق مستقر.
• المرونة اليومية: النوم المجزأ يوفّر فترات راحة قصيرة قد تناسب أصحاب المهام المكثفة.
• صحة التمثيل الغذائي: النوم المتواصل يرتبط بتنظيم أفضل لمستويات السكر والهرمونات.
• الأداء المعرفي: كلا النمطين قد يحقق نتائج متقاربة إذا بلغ إجمالي ساعات النوم 7-8 ساعات.
وحذّرت الدراسة من أن النوم المُجزأ قد يؤدي - إذا لم يُدار بحذر - إلى تعطيل الساعة البيولوجية الطبيعية للجسم، ما يزيد خطر الإصابة بالسمنة والسكري وأمراض القلب.
وأوصى الباحثون بضرورة الحفاظ على انتظام توقيت النوم حتى في الأنظمة المجزأة، مع تجنب التعرض للضوء الأزرق من الشاشات قبل فترات الراحة.
ومن ناحية أخرى، أشارت الدراسة إلى أن بعض الثقافات التاريخية اعتمدت نمط النوم ثنائي الطور (Biphasic Sleep) كشيء طبيعي، لكن الحياة الحديثة بضغوطها غيرت هذه العادة. وخلص الفريق إلى أن الاختيار بين النمطين يجب أن يراعي الظروف الفردية، مع التشديد على أن جودة النوم أهم من مجرد عدد الساعات، وأن استشارة الطبيب تبقى ضرورية في حال المعاناة من إرهاق مزمن.
يذكر أن اضطرابات النوم تؤثر على ما يقرب من 30 في المئة من البالغين عالمياً، وتُقدَّر التكاليف الصحية والاقتصادية المرتبطة بها بأكثر من 400 مليار دولار سنوياً.