العلم يقدم الإجابة بناءً على التمثيل الغذائي وتأثيرات الأعصاب
متى يُستحسن احتساء الشاي الأخضر؟
أظهرت مراجعة علمية شاملة أن توقيت احتساء الشاي الأخضر يلعب دوراً حاسماً في تحقيق أقصى استفادة من مركباته النشطة، حيث إن تأثيره يختلف بين الصباح والمساء وفقاً للحالة الفسيولوجية للجسم.
وأكدت الدراسة التي أجرتها «الجمعية الأوروبية للتغذية» (European Society for Nutrition) أن احتساء الشاي الأخضر في الصباح (بعد الإفطار) يحقق فوائد أيضية أبرزها تعزيز حرق الدهون وزيادة حساسية الإنسولين، بينما يُفضل شربه مساءً (قبل النوم بساعتين على الأقل) للأشخاص الذين يعانون من الإجهاد العصبي أو الرغبة في تحسين جودة النوم.
ووفقاً للباحثين، فإن الكافيين ومضادات الأكسدة في الشاي الأخضر (مثل EGCG) تتفاعل مع الساعة البيولوجية للجسم، ما يجعلها أكثر فعالية في الصباح لتنشيط عملية التمثيل الغذائي. أما في المساء، فإن المستويات المنخفضة من الكافيين (نسبة إلى القهوة) يمكن أن تساعد على الاسترخاء من دون إعاقة النوم إذا تم تناوله بكمية معتدلة.
كما أن مضادات الأكسدة تعمل على تقليل الالتهابات العصبية التي تتراكم خلال النهار.
وتشمل فوائد التوقيت الصباحي للشاي الأخضر:
• زيادة معدل التمثيل الغذائي بنسبة 3-4 في المئة خلال الساعات الأربع التالية للشرب.
• تحسين التركيز واليقظة بسبب التفاعل التآزري بين الكافيين ومركب «ل-ثيانين».
• تعزيز امتصاص الحديد من وجبة الإفطار إذا تجنب تناوله مع مصادر الكالسيوم العالية.
أما فوائد التوقيت المسائي للشاي الأخضر، فمن أهمها:
• تقليل مستويات هورمون الكورتيزول المرتبط بالإجهاد.
• دعم إنتاج الميلاتونين الطبيعي المسؤول عن تنظيم النوم.
• توفير حماية مضادة للأكسدة لأعضاء الجسم خلال فترة الراحة ليلاً.
وحذرت المراجعة من احتساء الشاي الأخضر على معدة فارغة في الصباح، لأن ذلك قد يسبب تهيج المعدة أو انخفاضاً مفاجئاً في سكر الدم لدى بعض الأشخاص. كما نصحت بعدم تجاوز 3-4 أكواب يومياً لتجنب الآثار الجانبية المحتملة مثل الصداع أو اضطرابات النوم بسبب الكافيين.
ومن جهة أخرى، أشارت الدراسة إلى أن إضافة قطرات من عصير الليمون إلى الشاي الأخضر تزيد من فعالية مضادات الأكسدة بنسبة تصل إلى 30 في المئة، بسبب احتواء الليمون على فيتامين C الذي يحافظ على مركبات «الكاتيكين» (Catechins) من التكسّر في الجهاز الهضمي.
وخلص الباحثون إلى أن التوقيت المثالي يعتمد في النهاية على الأهداف الصحية الفردية، مع التأكيد على أن جودة الشاي وطريقة التحضير تلعبان دوراً لا يقل أهمية عن توقيت الاستهلاك.