مفاوض سابق: نيران الجيش قتلت معظم الأسرى في جباليا
ترامب يعارض بقاء الجيش الإسرائيلي عند «الخط الأصفر»... ويطالبه بانسحاب آخر
- 738 خرقاً إسرائيلياً... وآلاف العائلات الفلسطينية «أُبيدت»
- «حماس» تشترط وقف الانتهاكات لبدء المرحلة الثانية
- إسرائيل ستُعيد فتح المعبر اللنبي لنقل مساعدات لغزة
تشير رسائل أميركية نُقلت إلى إسرائيل، إلى أن الرئيس دونالد ترامب، لا يوافق على خطط بشأن بقاء الجيش في «الخط الأصفر» داخل غزة وسيطرته على أكثر من نصف القطاع، وقد يطالب بتنفيذ انسحاب آخر.
ويصر ترامب على التقدم نحو المرحلة الثانية من خطته لوقف الحرب، وفرض ذلك على إسرائيل، لكن تنفيذ ذلك سيتأثر بلقائه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في نهاية الشهر الجاري، وفق صحيفة «هآرتس»، بينما تؤكد حركة «حماس» أن «أي نقاش حول بدء المرحلة الثانية يجب أن يسبقه بشكل واضح ضغط من الوسطاء والضامنين بما في ذلك الولايات المتحدة، لضمان التطبيق الكامل من الاحتلال لكل بنود المرحلة الأولى» التي تنص على تبادل الرهائن والمعتقلين ووقف الأعمال القتالية ودخول المساعدات الى غزة.
وجرى الحديث في إسرائيل بعد انسحاب جيشها إلى ما يسمى «الخط الأصفر» عن «سور برلين الجديد» وأن القوات ستبقى عند هذا الخط لفترة طويلة، لكن ترامب لا يوافق على ذلك، وفق الصحيفة.
وأشارت إلى أن الإدارة الأميركية «فوجئت للإيجاب» من التزام حركة «حماس» تعهداتها وتمكنها من العثور على جثث الأسرى وتسليمها لإسرائيل، باستثناء جثة جندي واحد.
ويُرجح أن تطالب الإدارة الأميركية بانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى منطقة أقرب للحدود وأقل مساحة داخل القطاع، «وفي الوقت نفسه، يعترفون في الجيش الإسرائيلي بأن حجم الخروقات الفلسطينية للاتفاق ليست مرتفعة».
إلى ذلك، تتناول الاتصالات بين «حماس» والولايات المتحدة، والوسطاء، قطر ومصر وتركيا، تسوية تقضي بأن تسلم الحركة سلاحاً هجومياً، مثل قذائف صاروخية، وأن يحتفظ عناصرها بسلاح شخصي، مثل بنادق ومسدسات، فيما الاعتقاد في جهاز الأمن الإسرائيلي بأن الخطر الماثل على البلدات في غلاف غزة «منخفض للغاية».
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل ستسعى إلى الحصول على موافقة أميركية لمنحها «حرية بالعمل ضد حماس»، مثلما تفعل في لبنان ضد «حزب الله»، «لكن هذا الأمر متعلق بحجم ثقة الإدارة باحتمالات تقدم خطة ترامب، ونجاح انتشار القوة الدولية، وفيما يبدو ترامب متفائلاً حيال ذلك».
وتقضي الخطة الأميركية، حسب الصحيفة، بتقسيم القطاع إلى «غزة القديمة» في غرب القطاع، وأن تبقى «حماس» مسيطرة في هذه المنطقة، و«غزة الجديدة» في شرق القطاع تحت سيطرة إسرائيلية وإقامة أحياء جديدة بتمويل عربي، وانتقال الغزيين إليها.
وأفادت الصحيفة بأن الولايات المتحدة طالبت إسرائيل بعدم عرقلة خطتها، وتمارس ضغوطاً من أجل فتح معبر رفح، بينما ترفض إسرائيل فتح المعبر، بحجج واهية.
قتل الأسرى
من جانبه، كشف المفاوض الإسرائيلي السابق نيتسان ألون، أن النيران الإسرائيلية كانت السبب في مقتل معظم الأسرى في جباليا شمال غزة، مرجعاً ذلك إلى «ثغرات استخبارية واسعة».
وصرح لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، بأن «العديد من الرهائن وصلوا إلى غزة أحياء، لكنهم قُتلوا لاحقاً خلال معارك ضارية»، مؤكداً أن مخاوف الأسرى من الغارات الجوية كانت تتكرر في كل الروايات التي استمع إليها بعد الإفراج عنهم.
738 خرقاً إسرائيلياً
وفي اليوم الـ60 من بدء وقف إطلاق النار، شن جيش الاحتلال غارات جديدة على مواقع خارج نطاق انتشاره في القطاع، بينما أعلن مكتب الإعلام الحكومي عن 738 خرقاً خلال الفترة نفسها، مشيراً إلى أن مستوى الالتزام الإنساني بالاتفاق لا يتجاوز 38 %.
في سياق متصل، قال مراسل «الجزيرة» في غزة إن بيانات رسمية كشفت أن الاحتلال مسح أكثر من 2700 عائلة غزية من السجل المدني الفلسطيني خلال «حرب الإبادة»، مشيراً إلى أن تلك العائلات أبيدت عن بكرة أبيها.
وأضاف أن إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي تشير إلى أن أكثر من 6020 عائلة أخرى «أُبيدت»، ولم ينج منها سوى فرد واحد، ليبقى شاهداً وحيداً على مأساة ذويه، في حين لايزال مصير نحو 2300 جثمان مجهولا بعد نبش الاحتلال للقبور.
ويشير إلى أن 9500 مفقود لايزال مصيرهم مجهولاً، بين عالقين تحت الأنقاض أو معتقلين مجهولي المصير، ما يترك آلاف العائلات الفلسطينية معلقة في دوامة الانتظار.
وفي الضفة الغربية المحتلة، أعلن الناطق باسم جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام «الشاباك»، في بيان مشترك، عن كشف بنية تحتية في مدينة طولكرم، ادعى أنها كانت معدّة لتنفيذ هجمات ضد قوات الجيش وأهداف أخرى.
معبر اللنبي
إلى ذلك، أعلنت إسرائيل عزمها إعادة فتح معبر اللنبي (جسر الملك حسين) مع الأردن الأربعاء لنقل البضائع والمساعدات إلى الضفة الغربية وقطاع غزة للمرة الأولى منذ 24 سبتمبر، بعد إغلاقه إثر هجوم بإطلاق النار نفذه سائق شاحنة تنقل مساعدات إلى غزة وأسفر عن مقتل عسكريَين إسرائيليَين.
وبعد يومين من الهجوم، أعادت إسرائيل فتح المعبر أمام حركة المسافرين فقط.