«أكرمنا الأمير محمد بن سلمان بهدية... قطعة من ستار الكعبة»
الشرع للسوريين في احتفالات التحرير: أطيعوني ما أطعتُ الله فيكم
- تعهد تعزيز العيش المشترك والمصالحة
- العلاقات مع مصر والعراق «مقبولة»
تدفّق عشرات الآلاف من السوريين إلى الساحات العامة في المدن الكبرى، الإثنين، احتفالاً بمرور عام على إطاحة حكم بشار الأسد، بينما حضّ الرئيس أحمد الشرع مواطنيه على توحيد جهودهم من أجل بناء «سوريا قوية» وترسيخ استقرارها.
منذ ساعات الصباح الباكر، احتشد آلاف السوريين، رافعين علم بلدهم الجديد في ساحة الأمويين في دمشق، على وقع الهتافات والأهازيج، وسط انتشار أمني كثيف، بينما عمّت الاحتفالات كبرى المدن الأخرى، لا سيّما حلب وحماة وإدلب وحمص.
وعلا فجراً التكبير من مآذن دمشق القديمة.
وأحيا الشرع مناسبة الثامن من ديسمبر، بأداء صلاة الفجر في المسجد الأموي بدمشق، وقال «من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها بإذن الله سنعيد سوريا قوية ببناء يليق بحاضرها وماضيها... سنعيد بناءها بطاعة الله عز وجل ونصرة المستضعفين والعدالة بين الناس بإذن الله».
وأضاف «أيّها السوريون أطيعوني ما أطعتُ الله فيكم، فوالله لن يقف في وجهنا أي أحد مهما كبُر أو عظم، ولن تقف في وجهنا العقبات، وسنواجه جميعاً كل التحديات بإذن الله».
وشدد الشرع الذي ظهر ببزة عسكرية خضراء اللون ارتداها عند وصوله دمشق قبل عام، على أن «صون هذا النصر والبناء عليه يشكل اليوم الواجب الأكبر الملقى على عاتق السوريين جميعاً».
ووضع الرئيس السوري، قطعة من ثوب الكعبة المشرفة في رحاب المسجد الأموي، وهي هدية قُدمت له من ولي العهد رئيس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي هنأه وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لمناسبة ذكرى التحرير، وتمنيا للرئيس ولحكومة وشعب سوريا المزيد من التقدم والاستقرار.
وقال الشرع «بعد أن منَّ الله علينا بالنصر المبين، كانت أولى زياراتنا الخارجية إلى السعودية، وآثرنا في ذاك اليوم إلا أن نزور بيت الله الحرام، ونشكر الله ونعتمر للّه عزّ وجلّ، فأكرمنا في ذاك الوقت بدخول الكعبة المشرفة وصلّينا في داخلها، وعند عودتنا قد أكرمنا الأمير محمد بن سلمان بهدية، قطعة من ستار الكعبة، مكتوب عليها (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلّى)».
وتابع «أردنا أن تكون هذه القطعة في مسجد بني أميّة، لتتحدّ بذلك الدول، وتمتد أواصر المحبة والأخوة من مكة المكرمة إلى بلاد الشام، واخترنا أن يكون تدشينها في اللحظات الأولى لذكرى النصر».
ولمناسبة احتفالات النصر والتحرير، حضر الشرع برفقة عدد من الوزراء والقادة العسكريين والمسؤولين العرض العسكري الذي نظمته وزارة الدفاع، بداية من أوتوستراد المزة إلى ساحة الأمويين، ومنها إلى ساحة الجمارك، وسط تحليق للطيران المروحي.
ومساء أعلن الشرع، في قصر المؤتمرات بدمشق، أن «سوريا تحررت من الاستبداد، وعادت حرة كريمة»، مشدداً على «قطيعة تاريخية مع موروث النظام البائد».
وتعهد حقبة جديدة قوامها العدل والعيش المشترك والمصالحة، مؤكداً الالتزام بمحاسبة كل من ارتكب الجرائم بحق السوريين.
ووصف الشرع العلاقة مع تركيا والسعودية وقطر والإمارات بـ «المثالية»، في حين أشار إلى أن العلاقات مع مصر والعراق «مقبولة»، معرباً عن تطلّعه بأن تشهد تطوراً كبيراً.
في المقابل، منعت الإدارة الذاتية الكردية، التي لم تحقق مفاوضات تخوضها مع دمشق لدمج مؤسساتها في الدولة اي تقدم بعد، إقامة أي تجمعات في مناطق سيطرتها في شمال شرقي البلاد، نظراً لما وصفته بـ «الظروف الأمنية الراهنة المتمثلة في ازدياد نشاط الخلايا الارهابية».
وبعيد دعوة رجل الدين العلوي البارز غزال غزال أبناء طائفته، التي ينتمي اليها الاسد، إلى «إضراب شامل» بدءاً من الإثنين، أفادت «فرانس برس» عن اغلاق تام للمحال التجارية في مناطق عدة، بينها مدينة جبلة وريفها، على وقع انتشار أمني.