تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المصابين اليومية
علاقة حاسمة بين صحة الفم والسكري
يعاني ملايين الأشخاص المصابين بمرض السكري من مشاكل صحية فموية قد تمر من دون ملاحظة، رغم أنها تؤثر بشكل كبير على جودة حياتهم اليومية.
وأوضحت الخبيرة آيلين بايسان، أستاذة علوم الأسنان في جامعة «كوين ماري» بلندن، أن الرعاية الصحية لمرضى السكري تركز عادة على القلب والقدمين والعينين والكبد والكلى، بينما يُهمل الفم في كثير من الأحيان، على الرغم من أن صحة الفم تتأثر بمرض السكري وتؤثر فيه بطرق مهمة.
ويعاني واحد من كل تسعة بالغين حول العالم من مرض السكري، وأكثر من أربعة من كل عشرة لا يعرفون أنهم مصابون به.
وتشير التوقعات العالمية إلى أنه بحلول العام 2050، سيصاب واحد من كل ثمانية بالغين، أي نحو 853 مليون شخص، بالمرض، بزيادة 46 في المئة عن المعدلات الحالية.
ويؤثر مرض السكري على كيفية معالجة الجسم للسكر، وعندما تظل مستويات السكر في الدم مرتفعة لفترات طويلة، فإنها تتلف الأوعية الدموية والأعصاب، وتبطئ الشفاء، وتضعف قدرة الجسم على مكافحة العدوى.
ويصبح الفم، بأنسجته اللينة والصلبة ومجتمع البكتيريا المتنوع بشكل طبيعي، عرضة بشكل خاص لهذه التأثيرات. وتشمل المضاعفات الفموية المرتبطة بمرض السكري جفاف الفم بسبب انخفاض اللعاب، وارتفاع خطر تسوس الأسنان، وأمراض اللثة التي تشمل الالتهاب وفقدان العظام حول الأسنان، والعدوى الفموية مثل القلاع، وتقرحات الفم، وصعوبة ارتداء أطقم الأسنان، وتغيرات في التذوق، وفي النهاية فقدان الأسنان. ويمكن أن تؤثر هذه المشاكل على التغذية والثقة وحتى السيطرة على نسبة السكر في الدم.
وأظهرت دراسة حديثة للبروفيسورة بايسان وجود ارتباط واضح بين مرض السكري من النوع الثاني والتسوس الشديد للأسنان، إذ قد يساهم ارتفاع نسبة السكر في الدم، إلى جانب التغيرات في كمية ونوعية اللعاب، في هذا التطور.
كما أن المصابين بالسكري أكثر عرضة للإصابة بأمراض اللثة، والعلاقة تعمل في كلا الاتجاهين، كما يزيد السكري من خطر الإصابة بأمراض اللثة لأن ارتفاع نسبة السكر في الدم يؤدي إلى المزيد من السكر في اللعاب، وتتغذى البكتيريا الموجودة في الفم على السكر وتنتج أحماضاً تهيج اللثة وتتلفها.
وبمجرد إصابة اللثة بالعدوى، يمكن أن يتقلص العظم الداعم حول الأسنان، ومع فقدان العظام، قد تصبح الأسنان رخوة أو تسقط. ويوصي الخبراء بالحفاظ على نظافة الفم الجيدة والتحكم في مستوى السكر في الدم، إلى جانب زيارات منتظمة لطبيب الأسنان، كخطوات أساسية لتجنب هذه المضاعفات وتحسين جودة الحياة لمرضى السكري.
