قدمته «أرينا» ضمن «الكويت المسرحي 25»
«حوش عطوان»... الزين ما يكمل حلاه
«الزين ما يكمل حلاه»...
ربما تختصر هذه العبارة، ما بدا عليه العرض المسرحي «حوش عطوان»، الذي قدّمته شركة «أرينا» للإنتاج الفني، على خشبة مسرح الدسمة، ضمن فعاليات الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان الكويت المسرحي.
المسرحية، للكاتبة فاطمة المسلم، وإخراج علي العلي، ومن بطولة هند البلوشي، إلى جانب عبدالمحسن العمر، إبراهيم الشيخلي، أحمد يوسف، حامد النصار، مساعد خالد، محمد البصيري وحمد الكندري، وغيرهم.
ودارت الأحداث في إطار تراثي صوفي، إذ قام النص على بناء فضاء مغلق هو «الحوش»، ذلك المكان الذي يتخذ صبغة شبه قدسية بفضل حضور «الشيخ عطوان»، لكنه في العمق يتغذى على عطايا الفقراء الزائرين وضروراتهم الروحية.
وهكذا يصبح الحوش ملجأ نفسياً قبل أن يكون مكاناً طقوسياً، وتغدو شخصياته مسكونة بالارتباك والخوف، سريعة الانجرار إلى الخديعة، لأن الخوف من الانكشاف أقوى من الرغبة في الحقيقة.
المسرحية انطلقت في إيقاع عالٍ، وهو ما خلق حالة من الغموض لدى النقاد والجمهور، مِمَن لم يتعرفوا - في بادئ الأمر- على شخصية «الشيخ عطوان» وأبعادها، وذلك لأن المخرج اجتزّ ما يقرب من 20 صفحة من النص، ليبدو أن هناك جزءاً من النص مفقود على الخشبة.
واستندت المسرحية إلى بناء مشهدي يبرز هشاشة العلاقات بين الشخصيات، وهذا ما ظهر في تحويل «الحوش» إلى مكان مليء بالتوتر، تتداخل فيه الحركات والانفعالات.
«الجمال لا يكتمل»
أعقبت العرض، حلقة تعقيبية، في قاعة الندوات بمسرح الدسمة، أدارها يوسف بوهلول من مملكة البحرين، وشارك في التعقيب عليها كل من الدكتور علاء قوقة من مصر، ورفيقة بن ميمون من المغرب.
في البداية، أشاد الدكتور قوقة بهذا العرض وبما احتواه من فنيات في التمثيل والإخراج، مستدركاً: «لكن الجمال لا يكتمل، فكل شيء قابل للنقص».
وأشار إلى الفارق الكبير بين قراءة النص ومشاهدة العرض، موضحاً أن المخرج حذف نحو 20 صفحة من النص، وكان الجزء المحذوف منها مهماً لتعريف الجمهور بشخصية عطوان وأبعادها.
وانتقد قوقة الأخطاء اللغوية في النص والعرض معاً، قائلاً إن «الأخطاء البديهية تعددت بين الممثلين، وربما كان للارتباك دور في ذلك».
كما تناول إشكالية عدم الانضباط في حركات دخول وخروج الممثلين، حيث تبقى بعض الشخصيات في بقعة الضوء رغم انتهاء مشاهدها.
وتوقف عند الديكور، معرباً عن تمنيه لو حمل المكان المصمّم بشكل رمزي أو تجريدي بعضاً من التراث والتلوينات الشعبية المرتبطة بفكرة العرض.
كما تساءل عن سبب ارتداء جميع الممثلين القبعات المقطوعة ذاتها!.
وختم تعقيبه مشيداً بالعرض عموماً: «عرض ناجح، وفيه جماليات فنية وتقنية، إلى جانب ديكور خلق حركة نشطة في الفضاء المسرحي».
بدورها، أثنت رفيقة بن ميمون على المجهودات الجبارة لفريق العمل، لكنها لفتت إلى اختلاف كبير بين قراءة النص ومشاهدة العرض.
وأشادت بن ميمون بمعظم عناصر العرض، إلا أنها انتقدت الأزياء التي قالت إنها بدت وكأنها خارجة من «ألف ليلة وليلة»، معتبرة أنها لا تناسب أجواء النص ولا روح البيئة الصوفية التي تتسم بالزهد.
أما «ضيف المهرجان» الفنان القدير غانم السليطي، فقال: «اليوم شميت ريحة المسرح لمّا شفت (حوش عطوان)، وكذلك شميت ريحة الكاتب التركي عزيز نسيم في النص!».
ورغم تهنئته فريق العمل، لم يُخفِ السليطي رأيه بأن العرض تحوّل في منتصفه إلى «ميني دراما» رغم كونه كوميدياً، معتبراً أن المزج بين التراجيديا والكوميديا لا يناسب هذا العمل تحديداً.