استكمالاً لمقال الأحد الماضي، ذكر أخينا الدكتور عبارة... (هذا «شيقول»!).
في ذلك المقال تحدثنا عن بعض السلوكيات وهي في الغالب مستجدة بعد التحرير وتدور حول البحث عن الثراء السريع والجاه وربط الموضوع بالرزق المقدر للإنسان والحلال والحرام والحق والباطل، وخلال الحديث عن البوادر الإصلاحية تطرقنا لما يدور في مجالسنا من باب معرفة الأسباب لتحسين ثقافة المجتمع وتحديداً فئة الشباب.
من ضمنها، ذكرنا موقفاً كنا قد طرحناه أمام مجموعة تضم الشباب و«الشياب المتشببين».
في تلك الليلة، ركزنا على أهمية القضاء على «الواسطة» وأهمية تطبيق القانون بدون استثناء.
قبل سنوات قليلة كنا نقول للجمع إن التحوّل إلى الحكومة الرقمية سيقضي على الواسطة ويحقق العدالة وتكافؤ الفرص، بحيث تكون معاملاتنا جميعها تنفذ إلكترونياً عن طريق تطبيقات الهواتف الذكية كـ«سهل» وغيرها، ويتفرغ المسؤولون لعملية التطوير والتنمية، وبعد خروجنا وردني اتصال من أحد الحضور يقول فيه إن أحد الشياب نوعاً ما والبعض يتهكم بقول «دكتور... هذا «شيقول»، شلون...«ما عنده سالفة»!
وبعد أن لاحظنا كثيراً من معاملاتنا تتم عبر تطبيق «سهل»، صادفنا المجموعة نفسها ومنهم «الشايب» الله يبارك له وفيه، الذين قالوا «اسمحوا لنا... كلامكم طلع صحيح واعذرونا ما كنا ندري».
ولأن المقارنة مهمة هنا، فنحن مازلنا في أول الطريق ومعظم الدول من حولنا أصبح كل شيء عبر التطبيقات أي «حكومة لا ورقية» وقامت تستقطب الكفاءات لتنصيبهم في مراكز قيادية ليصنعوا لهم مستقبلاً مشرقاً ويحققوا التنوع في مصادر الدخل ومنها الإمارات.
ومع دخول الذكاء الاصطناعي قد يأتي اليوم الذي لا نحتاج فيه للأيدي البشرية في معظم الأعمال.
الشاهد، إن سبب مطالبتنا بمجالسة الأخيار الثقات هو لقناعتنا بأن الإصلاح يبدأ من الفرد إلى المجتمع ومؤسساته.
لا تنظر إلى هيئة الشخص ونبرة صوته أو طريقة حديثه بل تعمق في المضمون ومحتوى الرسالة التي يريد الشخص صاحب الخبرة والعلم والمعرفة إيصالها لك.
مرات عديدة، نتأثر بالكيمياء الشخصية في قبول الحديث من عدمه وهذا يُعد أحد العوامل الهدامة... فـ«مو شرط تحب الشخص أو تشعر بارتياح منه أو ليس من ربعك أو ثوبك»، حيث الأهم هو ماذا يملك من خبرة وعلم ومعرفة مضافة تساعدنا في التحوّل إلى تحقيق الإنجازات على أرض الواقع.
الزبدة:
إن الجنوح لهوى النفس وميولها سبب رئيسي في تراجع أداء كثير من مؤسساتنا وكذلك الحال فيما يخص علاقاتنا مع الآخرين.
إن النهوض بأي مجتمع ومؤسساته يبدأ من حسن الإختيار فإن صلحت إختياراتنا نهضت مؤسساتنا وزانت علاقاتنا ورفعنا من جودة ثقافتنا. وذكرنا إننا في أول الطريق يعود لتمسكنا مع الأسف في طريقة إختياراتنا التقليدية وهي حجر عثرة أمام أي نقلة تنموية نريد إنجازها على أرض الواقع... الله المستعان.
Twitter: @TerkiALazmi