تجسيداً لرؤيته في التحول من خانة الاستهلاك إلى قيادة دفة الإبداع والإنتاج التكنولوجي

حمد الصقر... بذكراه الثالثة يهدي الكويت «مركز التقنية والابتكار»

تصغير
تكبير

- محمد الصقر: غنى النفس ونُبل الخلق وإنسانية الموقف... ثلاثية شخصية حمد الصقر
- رؤيته الإستراتيجية... «لا يمكن أن تصبح الكويت مركزاً مالياً أو تجارياً دون أن تكون مركزاً علمياً»
- بناء الإنسان الكويتي بالتحرر من الوظيفة الحكومية وتعزيز ثقافة الإنتاج والعمل الحر
- بالكلامِ عنه أقترفُ ما يَكره... آثَرَ طِوالَ دنياهُ أن يَعملَ بصمتٍ بعيداً عن تصفيقِ المناسباتِ
- عصام الصقر: كثير من أعماله الخيرية لم تُعرف إلّا بعد وفاته
- وليد النصف: تعلّمت منه أكثر مما تعلّمته من العمل
- هيفاء الصقر: معطاء امتلأت سيرته بالخير دون انتظار مقابل

افتتح، الأحد، رسمياً مركز حمد عبدالعزيز الصقر للتقنية والابتكار، الذي يتخذ من برج غرفة تجارة وصناعة الكويت مقراً إستراتيجياً له، وينضوي تحت مظلة الثلث الخيري للمرحوم عبدالعزيز الصقر، مجسداً رؤية طموحة ومُتكاملة تهدف إلى تغيير منهجية التعامل مع التكنولوجيا في الكويت، والتحول من خانة الاستهلاك إلى قيادة دفة الإبداع والإنتاج التكنولوجي.

وفي كلمته في حفل الافتتاح، قال النائب السابق محمد جاسم الصقر: «كنتُ أتمنى لو كانَ حديثي عن غير أخي وابنِ عمي حمد عبدالعزيز الصقر، لكي لا تُحرجَني صلةُ القُربى فألتمسَ التواضُعَ على حساب الحقيقة، وأكتفي بالوقوف عندَ الخطوطِ العريضةِ. وكنتُ أتمنى ألّا يكونَ حمد عبدالعزيز الصقر بالذاتِ هو صاحبَ المناسبةِ، لكي لا أشعُرَ بشيءٍ من تأنيبِ الضميرِ، لأني بالكلامِ عنه إنما أقترفُ ما يَكره، هو الذي آثَرَ طِوالَ دنياهُ أن يَعملَ بصمتٍ، بعيداً عن إبهارِ الضوءِ، وعن جُموحِ الكلمةِ، وعن تصفيقِ المناسباتِ. ولكن ما يُخففُ عني عبءَ الإحراجِ والتأنيبِ أن الحديثَ عن حمد الصقر لا يتكِئُ على درجةِ القربِ والقَرابةِ، ولا يحتاجُ الى تزويقِ الصورةِ أو تشويقِ الخطابِ، إنما يستمدّ صدقَهُ وبلاغَتَهُ من موضوعِه ومُبتغاه ؛ ذلك أن القممَ – بِحكمِ موقعِها وعُلُوِّها – تُطلُّ من فوقٍ، وتُشاهَد عن بُعدٍ».

وأضاف: «لا أُخفي عليكم، أن لديَّ توجيهاً صارِمَ اللباقةِ بأنْ التزمَ بالوقتِ المتاحِ لي. وهو وقتٌ أقصرُ بكثيرٍ من أن يَسمحَ لي بأن أُطوّفَ سريعاً بكلِ جوانبِ شخصيةِ من نَحتفي اليوم بإنجازِه. لذا أستميحُكم عُذراً في أنْ أجتهدَ فأرسُمَ الملامحَ الرئيسيةَ لهذه الشخصيّةِ من خلالِ سماتٍ ثلاثٍ هي، غِنى النفسِ، ونُبلُ الخلقِ، وإنسانيةُ الموقفِ. ثم أستمدُ من هذه السماتِ وفي إطارِها ومضاتٍ قليلةً علَّها تُعزّزُ اجتهادي وتَزيدُ من وضوحِ الصورةِ.

جيلِ الروادِ

وتابع: «نشأ حمد عبدالعزيز الصقر، في فَيءِ جيلِ الروادِ، والتزمَ قيمَهُم الوطنيةَ والمجتمعيةَ والأخلاقيةَ، فكانَ مِثلَهم ومِنهم. واستشرفَ – في الوقت ذاتِه – قِيمَ المستقبلِ القائمةَ على العلمِ والكفاءةِ والعدلِ، فعاشَ شاباً مُنفتحَ العقلِ على كلِ تطور علمي وفكري جديدٍ، ومفتوحَ اليدِ على كلِ ما هو خَيِّرٌ ونبيل. والى جانبِ نجاحِه في الحفاظِ على التوازُنِ الدقيقِ بين قِيمِ الروادِ ومقتضياتِ التطورِ، بقِيَ حمد من القلّةِ الذين لا يُشبهونَ إلا أنفسَهم، حيث تبقى صورتُهمُ المجتمعيةُ نُسخةً طبقَ الأصلِ عن حقيقتِهم. ولأنه غنىُ النفسِ، كان حمد – رحمهُ اللهُ – أديباً في حوارِه، صريحاً في رأيِه، ينأى عن المُواربةِ والمجاملةِ، ويرفضُ التجمُّلَ وارتداءَ الأقنعةِ، كما يرفضُ انفصامَ القولِ عن العملِ، وتأجيلَ الوفاءِ بالوعدِ وتحقيقِ الأملِ.

وبيّن الصقر: إذا كان التواضعُ عندَ البعضِ لا يعدو كونهُ إعلاناً مُهذَباً عن التميّزِ، فإن غنى النفسِ ونُبلَ الخلقِ وإنسانيةَ الموقفِ، جعلت التواضعَ الصادقَ في شخصيةِ حمد ترجمةً عَفْويةً لايمانِه بالعدلِ والمساواةِ وكرامةِ الإنسانِ. أما بالنسبةِ لمواقفِ حمد الإنسانيةِ، فلم تكن أبداً بنتَ اللحظةِ، أو وليدةَ العاطفةِ فقط، بل كانت تستندُ إلى رؤيةٍ واضحةٍ متكاملةٍ، تقومُ في شِقِها الوطنيِ على أن الكويتَ لن تكونَ مركزاً مالياً أو تِجارياً أو بترولياً إلا اذا أصبحت ذاتَ مَوقعٍ علميٍ متقدمٍ، وأنها لن تنجحَ في معالجةِ قضايا النموِ والعمالةِ والمجتمعِ إلا من خلالِ الارتقاءِ الفعليِ بمستوى التعليمِ والتدريبِ. أما الشِقُّ الإنسانيُ لهذه الرؤيةِ، والذي يوسّعُ مفهومَها ويستكملُ مداها، فينطلقُ من الدورِ العميقِ والوثيقِ الذي يلعبُه التعليمُ في تحصينِ كرامةِ الانسانِ.

ولفت الصقر، إلى أن حمد الصقر قد عبّرَ عن رؤيتِهِ هذه بأفصحِ وأجدى ما يكونُ التعبيرُ، حين اختار أن تكونَ هديتهُ لوطنهِ مركزَ التقنيةِ والابتكارِ الذي نحتفى اليوم بافتتاحِه، باعتبارِه استثماراً إستراتيجياً في بناءِ الإنسانِ الكويتيِ، يُساعدُه على مواكبةِ التحولاتِ العالميةِ المتسارعةِ، وعلى التحررِ من هيمنةِ الوظيفةِ العامةِ على طموحاتِ العملِ، ويتيحُ له الارتقاء بمستوى دخلِه ومعيشتِه على أسسٍ حقيقيةٍ من مؤهلاتِ العلمِ وإنتاجيةِ العملِ. كما عبرّ حمد عن الشِّقِ الإنسانيِ العامِ في رؤياهُ، حين خصَّ المؤسساتِ التعليميةَ عموماً والفلسطينيةَ منها خصوصاً بمساحةٍ واسعةٍ من مواقفِه الإنسانيةِ. وهي مواقفُ كان حمد يُحرّمُ على نفسِه التحدُثَ عنها، ولم نُحطْ بها خُبْراً إلا بعدَ رحيلِه، ومن خلالِ المراسلاتِ التي استمرَّ توجيهُها إليه من هذهِ المؤسسات.

مخرجاتِ التعليمِ

وأضاف: «لا أعرفُ التكلفةَ الماليةَ لمركزِ التقنيةِ والابتكارِ الذي أهداه حمد عبدالعزيز الصقر لوطنِه، ولكني – بالتأكيد – أعرفُ قيمتَه. وأستدلُ على ذلك عِلمياً من مقالٍ عن التعليمِ والتدريبِ كتبه توماس فريدمان في صحيفةِ نيويورك تايمس، وجاء فيه أن«هناك عَلاقةً سلبيةً بينَ الثراءِ المُتحققِ من المواردِ الريعيةِ الطبيعيةِ، وبين مخرجاتِ التعليمِ وما يحصلُ عليه الطلبةُ من معارفَ ومهاراتٍ. ذلك أن الاعتمادَ على الثرواتِ الطبيعيةِ يُضعفُ أي مجتمعٍ في المدى البعيدِ، فالذي يُحرِك الإنسانَ هو ما يُنتجُه بنفسِه ويدفعُ ثمنهُ، وليس ما يأتيهِ دونَ جُهد مُكافئ».

وتابع الصقر: «في دراسةٍ لمنظومةِ مخرجاتِ التعليمِ في 65 دولة في مرحلةِ الثانويةِ العامةِ، مقارَنةً بما تُحققه كل دولة من دخلٍ من مصادرِها الطبيعيةِ، تَبين أن طلبةَ سنغافورةَ، فنلندا، كوريا الجنوبية، هونغ كونغ، واليابان، قد حققوا أفضلَ النتائجِ بالرغمِ من خُلوِ بلادِهم من المواردِ الطبيعيةِ. بينما سجلَ أسوأَ النتائجِ طلابُ ثانويات، كازاخستان، الكويت، الجزائر، وإيران. من هنا تتضحُ رؤية حمد الصقر، ومن هنا تنبثقُ قيمةُ مركزِ التقنيةِ والابتكارِ الذي نحتفي بافتتاحِه».

مصباح ديوجين

ونوه إلى أن الفيلسوف اليوناني ديوجين، كان يسير في أسواقِ أثينا كلَّ نهارٍ، وفي يدِه مصباحٌ مُضاءٌ. فاذا سُئِلَ عن سببِ حملِ المصباحِ في وضَحِ النهارِ، أجابَ: إني أبحثُ عن إنسانٍ. أغلب الظنِ أن صاحبَنا ديوجين لو التقى حمد عبدالعزيز الصقر، لكفَّ عن بحثِه، وأطفأَ مصباحَهُ، وهتفَ: لقد وجدتُه.

وقال:«رحِمكَ الله أبا صقر، بقدرِ ما كُنتَ، غنيَّ النفسِ، نبيلَ الخُلُقِ، إنسانيَّ الموقفِ».

نموذج إنساني

من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني عصام الصقر، أن الكويت فقدت برحيل المغفور له بإذن الله حمد عبدالعزيز الصقر، أحد رموزها الوطنية وأحد رجالها النبلاء الذين تركوا بصمة عميقة في نفوس كل من عرفه، مشدداً على أن مسيرته كانت حافلة بالعطاء، ومجسدة لمعاني الوفاء والانتماء للوطن.

وقال إن الراحل تميز بشخصية نادرة تجمع بين الأخلاق الرفيعة والتواضع الصادق، وكان قريباً من الناس ومحباً للجميع، مشيراً إلى أنه رافقه في العديد من المحطات، وشاهد عن قرب حرصه الدائم على دعم التعليم والوقوف إلى جانب المحتاجين.

وأضاف أن الراحل لم يسع يوماً إلى الظهور الإعلامي، بل كان يؤمن بالعمل في الخفاء، مؤكداً أن الكثير من أعماله الخيرية لم تُعرف إلا بعد وفاته، وهو نهج لا يصدر إلا عن قلوب مخلصة تعمل بإخلاص بعيداً عن الأضواء.

وأشار الصقر، إلى أن الإرث الإنساني الذي تركه الراحل سيبقى حاضراً في ذاكرة المجتمع، داعياً إلى الاقتداء بنموذجه الإنساني، ومواصلة مسيرة الخير التي كرّس لها حياته.

العمل الفردي والمؤسسي

من جانبه، قال رئيس تحرير جريدة القبس وليد النصف، إن علاقته بالراحل امتدت لأكثر من 12 عاماً خلال عملهما في بنك الكويت الوطني، مؤكداً أن الدروس التي تعلمها من أخلاق حمد الصقر، وكرمه وتواضعه كانت أكبر من كل ما تعلمه مهنياً.

وأوضح النصف، أن الراحل كان يذكّره بجيل «الآباء الكويتيين» الأوائل في تواضعهم وقربهم من الناس، مشيراً إلى أنه يؤمن بأن الأعمال الخيرية الكبرى يجب ألا تبقى في الظل، بل ينبغي أن تُعرف ليقتدي بها، مع أهمية الموازنة بين العمل الخيري الفردي والمؤسسي.

مثال حقيقي للتواضع

من جانبها، أفادت رئيس مبرة عبدالعزيز الصقر الخيرية هيفاء عبدالمحسن الصقر، أن الراحل كان مثالاً حقيقياً للتواضع والإنسانية، مؤكدة أن حضوره ما زال حياً في القلوب رغم الغياب، وذلك خلال كلمتها في حفل تكريم الراحل.

وأضافت: «نجتمع اليوم لتكريم الحاضر الغائب... رجل امتلأت سيرته بالخير والعطاء، وكان دوماً قريباً من الناس، يشعر بحاجاتهم، ويعطي دون انتظار مقابل».

واستذكرت بيت شعر يقول: «ملأى السنابل تنحني بتواضع.. والفارغات رؤوسهن شوامخ» وكأن الشاعر يستشرف ظهور شخصية حمد الصقر، مشيرة إلى أن الشاعر أجمل وصف شخصية حمد الصقر قبل أن يعرفه، لما كان يتمتع به من تواضع جم وإنسانية راقية.

وأكدت أن الراحل كان مستمعاً جيداً، وصاحب رأي حكيم، وأن الحديث عن أخلاقه ومواقفه لا ينتهي، لما تركه من أثر عميق في كل من عرفه.

«مبرة عبدالعزيز الصقر» .. آخر الأعمال الخالدة

أوضحت هيفاء الصقر، أن آخر أعمال الراحل كان تأسيس مبرة عبدالعزيز الصقر، عام 2022 تخليداً لذكرى والده، والتي ركزت بشكل أساسي على دعم التعليم، ومساندة الحالات المرضية، والوقوف إلى جانب الأسر المتعففة.

وكشفت بالأرقام أن المبرة: ساهمت في تعليم أكثر من 6000 طالب، وتكفلت بعلاج أكثر من 300 حالة من مرضى السرطان وغسيل الكلى، وقدمت مساعدات إنسانية لأكثر من 500 حالة متنوعة.

انتصار السالم: حمد الصقر غرس قِيماً لا تُنسى

أكدت الشيخة انتصار السالم الصباح، أن حمد الصقر ترك أثراً عميقاً في مسيرتها الشخصية والإنسانية، مشيرة إلى أنه غرس فيها قيماً لا تُنسى.

وقالت: «تعلّمت منه الكثير من الأمور الجميلة، وكان يعيش اللحظة بكل حضور ورضا، سواء خلال الحديث أو الاستماع إلى الموسيقى أو في الجلسات والنقاشات».

وأضافت أنه حتى في أصعب فترات مرضه، كان يتعامل بإيجابية لافتة، حريصاً على لقاء من يحبهم متى ما سمحت له حالته الصحية.

سعود العنزي: الاستثمار بالعقول العطاء الأبقى أثراً

قال الرئيس التنفيذي للمركز سعود العنزي، «نؤمن بأن الاستثمار في العقول هو العطاء الأبقى أثراً... ولذلك أسسنا ذلك المركز».

وأضاف أن التقنية تتطور بسرعة تفوق قدرة المؤسسات الأكاديمية والجامعات على ملاحقتها وبالتالي تدريسها، لذا يأتي المركز ليسد هذا الفراغ بين حاجة سوق العمل وعجز المؤسسات التعليمية التقليدية لتلبية الطلب على أصحاب القدرات التقنية الفائقة.

وتابع «لم ننشئ المركز ليكون مجرد إضافة تقنية، بل ليكون مساحة متكاملة تجمع الموهبة بالشغف، بهدف تحويل المطورين والمبرمجين الكويتيين من مجرد مستخدمين للتقنية إلى مبتكرين وصُنّاع حقيقيين لها».

وذكر أن المركز يحمل رسالة وإرث المرحوم، حمد عبدالعزيز الصقر، فإلى جانب مسيرته الاقتصادية، كان رائداً في العمل الخيري، مع إيمان عميق بأن بناء الإنسان والمجتمع يبدأ بالتعليم، مؤكداً مواصلة هذا النهج في تمكين الأجيال بالعلم والمعرفة، إيماناً بأن الاستثمار في العقول هو العطاء الأبقى أثراً.

مطلق المجهول: حزمة متكاملة تخدم الأمن المعلوماتي والشفافية

كشف مدير المشاريع في المركز مطلق المجهول، أن المركز أنجز حزمة متكاملة من أنظمة التحول الرقمي التي تخدم الأمن المعلوماتي والشفافية وكفاءة القطاعات التخصصية، معرباً عن فخره «بتقديم منظومة متكاملة لمكافحة التضليل وتحليل الإعلام والرأي العام.

وتشمل هذه المنظومة «جهينة» للتحقق من المعلومات بالذكاء الاصطناعي المدرب على السياق الكويتي لمكافحة الإشاعات، ونظام «بصيرة» الذي يعمل كعين ساهرة تراقب القنوات الإخبارية 24 /7 لتحويل البث التلفزيوني إلى رؤى إحصائية قابلة للتحليل.

حضور نوعي

شهدت فعالية الوفاء لـ «حمد عبدالعزيز الصقر» حضوراً نوعياً ضم النائب السابق محمد جاسم الصقر، وهيفاء الصقر وشقيقتي حمد الصقر عايشة وسعاد مع الأبناء والأحفاد، وقيادة «الوطني» مع عدد كبير من أسرة الصقر وأصدقاء ومحبي المرحوم حمد الصقر، إضافة إلى نخبة من رواد وقادة الفكر في مجال التكنولوجيا الرقمية بالكويت.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي