اتهم الإدارة والجهاز الفني بـ «رميه تحت الحافلة»... ومباراة برايتون قد تكون الأخيرة له في «أنفيلد»
صلاح وليفربول... أمام لحظة مفصلية
- أنا مُحبط جداً من التواجد على الدكّة ولا أعرف السبب ـــ أشعر بأن النادي تخلّى عني ـــ لست أكبر من النادي لكنني كسبت مكاني ـــ لا أريد الإجابة عن إمكانية الانتقال إلى السعودية ـــ اعتقدت أنني سأنهي مسيرتي هنا لكن الأمور لا تسير كما خُطّط لها
أثار نجم ليفربول، الدولي المصري محمد صلاح، جدلاً واسعاً بعد تصريحات صريحة حول توتر علاقته مع مدربه الهولندي أرني سلوت، عقب التعادل المخيّب مع ليدز يونايتد 3-3 ضمن المرحلة الـ15 من الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم.
وبدأ صلاح المباراة على مقاعد البدلاء للمرّة الثالثة توالياً، ما دفعه للاعتراف بانهيار العلاقة بينه وبين المدرب.
تصريحات صلاح (33 عاماً)، التي تُعدّ الأقوى منذ انضمامه للنادي في 2017، فتحت الباب على مصراعيه أمام انتقال محتمل في يناير المقبل، مع استمرار اهتمام أندية سعودية بضمه مقابل عرض مالي ضخم، لاسيّما الهلال الذي تعاقد مع مهاجم ليفربول السابق الأوروغوياني داروين نونيز في الانتقالات الصيفية الماضية.
ويشعر النجم المصري بإحباط متصاعد، بتحوّله إلى كبش فداء بعدما كان ملهماً ومبدعاً في تسجيل الأهداف، ثم رأى نفسه فجأة مهمشاً بسبب الخيارات الفنية لسلوت، رغم أنه إحدى أساطير النادي والـ«بريميرليغ» على مرّ التاريخ، لكنه يقف أمام لحظة مفصلية قد تغيّر مسار مسيرته مع الـ«ريدز».
الاستبعاد المستمر تسبّب في ثورة عارمة لصلاح الذي انفجر بتصريحات نارية ومثيرة، أكد خلالها استغرابه من الوضع الذي يعشيه، رافضاً أن يتم تحميله مسؤولية الإخفاق في النتائج خلال الموسم الراهن.
وهاجم صلاح ناديه بشدّة، متهماً الإدارة والجهاز الفني بـ«رميه تحت الحافلة» وتحميله مسؤولية تراجع الفريق، في إشارة واضحة إلى اقتراب نهاية علاقته بالنادي.
ورغم أن صلاح جدّد عقده قبل أشهر قليلة لمدّة موسمين، ألمح إلى إمكانية رحيله ولكن بشكل غير مباشر، حال استمر الوضع على ما هو عليه، حيث يرى اللاعب أن «علاقته وصلت لطريق مسدود مع المدرب الهولندي».
وفي مقابلة نقلتها «بي بي سي سبورت»، قال صلاح: «لا أصدق أنني جالس على الدكّة 90 دقيقة! للمرّة الثالثة على التوالي. أعتقد أنها المرّة الأولى في مسيرتي. أنا مُحبط جداً. قدّمت الكثير لهذا النادي عبر السنوات، وخصوصاً الموسم الماضي. الآن أنا على الدكّة ولا أعرف السبب».
وأضاف: «يبدو أن النادي رماني تحت الحافلة. هذا ما أشعر به. واضح أن هناك من يريد أن أتحمّل اللوم بالكامل». ورفض صلاح تحديد الجهة التي يقصدها داخل النادي.
الهدّاف التاريخي لليفربول في حقبة الـ«بريميرليغ»، والمتوّج هدّافاً للدوري 4 مرّات، أشار إلى أن مباراة برايتون الأسبوع المقبل قد تكون الأخيرة له في ملعب «أنفيلد» قبل السفر للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية في المغرب، ملمّحاً إلى إمكانية الرحيل في سوق الانتقالات الشتوية.
وأوضح صلاح: «قلت كثيراً من قبل إنني أملك علاقة جيدة مع المدرب، وفجأة لم يعد بيننا أيّ علاقة. لا أعرف لماذا. لكن كما أرى الآن، يبدو أن هناك من لا يريدني في النادي».
وتابع: «هذا النادي سأدعمه دائماً. أبنائي سيدعمونه دائماً. أحببت هذا النادي كثيراً. اتصلت بأمي أمس. كنتم لا تعرفون إذا كنت سألعب أم لا، لكنني كنت أعرف. قلت لها: تعالي إلى مباراة برايتون. لا أعرف إذا كنت سأشارك، لكن سأستمتع لأنني لا أعرف ما الذي سيحدث. سأكون في (أنفيلد) لأودّع الجماهير قبل الذهاب إلى كأس أفريقيا. ولا أعرف ما سيحدث بعد ذلك».
وعند سؤاله عمّا إذا كانت مباراة برايتون قد تكون الأخيرة له بقميص ليفربول، قال: «في كرة القدم لا تعرف أبداً. أنا لا أقبل هذه الوضعية. قدّمت الكثير لهذا النادي».
صلاح، الذي سجل 4 أهداف فقط في الدوري هذا الموسم، واجه انتقادات حول قلّة العمل الدفاعي، لكنه أكد أنه يشعر بأن النادي تخلّى عنه.
وقال: «تلقيت الكثير من الوعود، والآن أنا على الدكّة لثلاث مباريات، لذلك لا أستطيع القول إنهم أوفوا بوعودهم. هذا غير مقبول بالنسبة لي. لا أفهم لماذا يحدث هذا لي. لو كان هذا في نادٍ آخر، لرأيتم الجميع يخرج للدفاع عن لاعبه. لكن هنا. يبدو وكأنهم يقولون: ارمِ صلاح تحت الحافلة لأنه هو المشكلة. وأنا لا أعتقد ذلك. فعلت الكثير من أجل هذا النادي».
وأضاف صلاح: «الاحترام. هذا ما أريده. لا يجب أن أقاتل كل يوم لأجل موقعي. أنا لست أكبر من النادي، لكنني كسبت مكاني. أنا هدّاف الفريق، أفضل لاعب، حققت الدوري بأسلوب استثنائي. ثم أجد نفسي أدافع عن نفسي أمام الإعلام والجماهير. هذا مؤلم جداً».
وأشار أيضاً إلى انتقادات قد تصدر من مدافع ليفربول السابق جيمي كاراغر: «أعرف النادي جيداً، وكنت هنا لسنوات. غداً سيخرج كاراغر ليهاجمني مرة أخرى. لا مشكلة، هذا طبيعي».
وأوضح صلاح أنه كان يتوقع الدفاع عنه أسوة بما حدث في حالات أخرى: «أتذكر حين لم يسجّل (مهاجم توتنهام السابق) هاري كاين 10 مباريات، الجميع قال: سيعود ويسجّل. لكن مع صلاح، الكل يقول: يجب أن يجلس على الدكّة. هذا غير منطقي».
وحول إمكانية الانتقال إلى السعودية، قال: «لا أريد الإجابة عن هذا السؤال. لأن النادي سيأخذني إلى اتجاه مختلف».
وعن الندم على تجديد العقد، أجاب: «تخيّلوا كم أشعر بالسوء لمجرّد أنني مضطر للإجابة عن هذا السؤال. هذا مؤلم. لن أندم على التوقيع لليفربول. كنت أعتقد أنني سأجدّد وأنهي مسيرتي هنا. لكن الأمور لا تسير كما خُطّط لها. السؤال هو: لماذا يجب أن ينتهي الأمر بهذا الشكل؟ أنا في أفضل لياقة. قبل 5 أشهر كنت أحصد كل الجوائز الفردية. لماذا تتجه الأمور بهذا الاتجاه؟».
رومانو: فرصة حقيقية للرحيل
أكد الصحافي الإيطالي فابريزيو رومانو، المتخصص بانتقالات اللاعبين، عبر قناته على «يوتيوب»، عن اهتمام الأندية السعودي بضم محمد صلاح.
وقال إن «الأمر لايزال كذلك مع وجود فرصة ملموسة لحدوث خطوة في العام الجديد».
وأضاف: «هناك فرصة حقيقية لرحيل صلاح خلال فترة الانتقالات في يناير».
ويحترم صلاح ليفربول وجماهيره والنادي، ولم يبدأ أيّ مفاوضات رسمية مع أندية دوري «روشن». كما لم يتلق الـ«ريدز» أيّ عروض حتى الآن، لذا لا يوجد أيّ تواصل بينهما حالياً. لكن الاهتمام السعودي لايزال موجوداً.
ميرفي: لا يفكر إلّا في نفسه
انتقد لاعب ليفربول السابق داني ميرفي تصريحات محمد صلاح، وقال لقناة «بي بي سي» إنه من حقه أن يكون «متأثراً وغاضباً ومحبطاً»، لكنه حثّه على «البقاء داخل جدران النادي».
وأضاف: «اطرق باب المدرب، وتواصل مع الملاك، وعبّر عن إحباطك مهمّا كان الأمر».
وتابع ميرفي: «ما فعله صلاح سيتسبب في مشكلة للفريق والمدرب. إنه لا يفكر إلّا في نفسه. وسواء اتفقت مع رأيه أو اختلفت، لا يمكن التعامل مع الأمر بهذه الطريقة».
وأبدى انزعاجه من تصريحات صلاح بأنه لا يريد القتال على مركزه؛ لأنه يستحق المشاركة أساسياً، قائلاً: «على كل لاعب أن يقاتل للتواجد في التشكيلة الأساسية. وأن يقدّم أداءً بمعايير محدّدة».
وزاد: «يتعرّض عدد من اللاعبين الكبار الآخرين لانتقادات بشدّة، وتنقلب الجماهير عليهم. لا أحد فوق المساءلة».
وتوقّع لاعب الوسط السابق أن يشارك صلاح مجدّداً مع ليفربول، متمنياً أن «تستقر الأمور» من أجل أن يحظى اللاعب بـ«وداع لائق» تقديراً لكل ما قدّمه مع النادي.
وختم: «ليفربول هو المسؤول عما سيحدث؛ لأن لديهم عقداً. ولكن إذا كان مُصرّاً على الرحيل، فربما نرى شيئاً ما في يناير».
مورغان يسعى لمُقابلة صلاح
استغل الإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورغان تصريحات محمد صلاح، وأعاد نشرها على منصة «إكس»، مطالباً بإجراء مقابلة عاجلة مع النجم المصري، معلقاً: «واو، ربما حان وقت إجراء مقابلة مع صلاح».
وتُشير الأزمة الحالية إلى أوجه تشابه مع ما حدث مع البرتغالي كريستيانو رونالدو في مانشستر يونايتد موسم 2022-2023، حين دخل في خلاف مع المدرب الهولندي إريك تن هاغ بسبب تهميشه على مقاعد البدلاء، وتفاقمت بعد مُقابلته الشهيرة مع مورغان، قبل أن يغادر النادي إلى النصر السعودي في يناير 2023.
250
هو عدد الأهداف التي سجلها محمد صلاح بقميص ليفربول منذ انضمامه عام 2017 مقابل 36.5 مليون جنيه إسترليني، محتلاً المركز الثالث في قائمة ترتيب هدافي النادي عبر التاريخ، فيما يتصدر الويلزي إيان راش القائمة بتسجيله 346 هدفاً، أمام روجر هانت الثاني بـ285 هدفاً.
وحقق صلاح مع النادي الدوري الإنكليزي مرتين وكأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة مرتين وكأس الاتحاد الإنكليزي وكأس «السوبر» الأوروبي وكأس العالم للأندية ودوري أبطال أوروبا.