تجمع بين «العقلية» والحركة البدنية

التمارين الدماغية... تقوّي الذاكرة

تصغير
تكبير

أظهرت نتائج أبحاث حديثة أن ممارسة التمارين الدماغية بانتظام يمكن أن تحسن الذاكرة والتركيز والمهارات العقلية في أي عمر، حيث تشير دراسة نُشرت خلال العام الحالي إلى أن استخدام جميع الحواس معاً قد يساعد في تقوية الدماغ، خصوصاً لدى كبار السن.

ومن خلال القيام بأنشطة تشغل الحواس الخمس في وقت واحد، مثل الخبز أو زيارة سوق المزارعين، يمكن تحفيز الدماغ بشكل فعال.

وفي الآتي نسرد عدداً من تلك التمارين الدماغية:

• حل ألغاز الصور المتقطعة: حيث يتطلب تجميع الصورة النظر إلى قطع مختلفة وتحديد موقعها ضمن الصورة الأكبر، ما يشكل تحدياً ممتازاً للدماغ. وأظهرت دراسة من العام 2023 أن لعب ألعاب الورق ساعد في تحسين مهارات التفكير المهمة مثل ضبط النفس والقدرة على التبديل بين المهام لدى الأطفال الذين يواجهون تحديات اجتماعية.

كما وجدت أبحاث من العام 2020 أن لعب ألعاب الورق الحديثة ساعد كبار السن على تحسين مهارات التفكير مثل الطلاقة اللفظية وضبط النفس.

• تعلم لغة جديدة: يعتبر هذا من أكثر الأنشطة فعالية لتحفيز الدماغ، حيث يتطلب قدراً هائلاً من النشاط الدماغي. وقد أظهرت دراسة من العام 2023 أن تعلم لغة جديدة يمكن أن يحسن المهارات المعرفية مثل الذاكرة والمرونة المعرفية لدى كبار السن.

وعلى عكس الأنشطة الأخرى مثل التدريب الموسيقي التي تعزز أيضاً القدرات المعرفية، فإن تعلم اللغة له فائدة فريدة في تعزيز المرونة المعرفية بمرور الوقت.

• ممارسة رياضة الـ«تاي تشي»: فتلك الرياضة تجمع بين التمارين العقلية والحركة البدنية.

وأظهرت دراسة من العام 2023 أن شكلاً خاصاً من «تاي تشي» ساعد كبار السن الذين يعانون من مشاكل بسيطة في الذاكرة على تحسين وظائفهم المعرفية.

• الرسم والفنون اليدوية، حيث تحسن الانتباه إلى التفاصيل والتركيز، لأن إنشاء عمل فني يتطلب تركيزاً مستمراً.

• المشي السريع أثناء حل مسائل رياضية بسيطة أو تلاوة قصيدة في العقل.

• التأمل واليقظة الذهنية: يساعدان على زيادة حجم المادة الرمادية وتحسين الذاكرة العاملة وتعزيز الانتباه. ويمكن لتخصيص بضع دقائق فقط يومياً لتمارين اليقظة الذهنية أن يساعد في إعادة ضبط الحالة العقلية وإدارة التوتر وتحسين التركيز.

وتُظهر الأبحاث أن المشاركة في الأنشطة الهوائية مثل الجري أو ركوب الدراجات أو المشي السريع لا تعمل فقط على تحسين صحة القلب، بل تعزز أيضاً تكوين خلايا دماغية جديدة.

ويرتبط هذا النوع من النشاط البدني بذاكرة أفضل ومعالجة أسرع للمعلومات وتحسين الوظيفة التنفيذية، وتوفر التمارين الهوائية باستمرار للدماغ زيادة في الأكسجين وتدفق الدم، وهما عاملان أساسيان للأداء المعرفي الأمثل.

ووجدت دراسة أجريت على مدار 10 أسابيع على أشخاص تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر أن القيام بتمارين عقلية صارمة لمدة 30 دقيقة يومياً زاد من مستويات الناقل الكيميائي «أسيتيل كولين» بنسبة 2.3 في المئة في منطقة دماغية مرتبطة بالانتباه والذاكرة.

وقال إتيان دي فيليرز-سيداني، طبيب أعصاب في جامعة «ماكغيل» في مونتريال، إن «الزيادة ليست ضخمة، لكنها مهمة، بالنظر إلى أننا نحصل على انخفاض بنسبة 2.5 في المئة لكل عقد عادة بسبب الشيخوخة فقط».

بمعنى آخر، يبدو أن التدريب المعرفي المكثف أعاد عقارب الساعة إلى الوراء بنحو 10 سنوات في هذه المنطقة الدماغية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي