الكويت تودّع مضحي النزال المعصب... واحداً من آخر شهود البدايات

تصغير
تكبير

فقدت الكويت، الجمعة، النائب السابق (عضو المجلس التأسيسي 1963) مضحي نزال المعصب، وذلك بعد مسيرة حافلة بالعطاء.

وبرحيل «العم بوعمر»، تُودّع الكويت واحداً من رجال اللحظة الأولى، وأحد أبناء الجيل الذي جلس تحت قبة التأسيس، وشارك في رسم الملامح الأولى لدستور الدولة الحديثة ومسيرتها البرلمانية، يغيب تاركاً خلفه رصيداً من الحكمة والمعرفة والتجربة.

تميز الراحل بشخصيته المثقفة والمطلعة على الأحداث في المنطقة وعلى مستوى العالم، متمتعاً بعقلية سياسية ووجهة نظر خاصة. أتقن الإنكليزية والألمانية، وأجاد الإيطالية بطلاقة.

وُلد مضحي النزال المعصب عام 1933، في زمن كانت فيه الكويت تتهيأ للخروج من أطرها التقليدية إلى فضاء الدولة الحديثة. حمل معه حسّ تلك المرحلة، وانتمى لاحقاً إلى الجيل الذي شارك في بناء أول مؤسسات الدولة بعد الاستقلال.

وعندما انتُخب عضواً في المجلس التأسيسي عام 1963، كان شاباً يطلّ على المستقبل بروح منفتحة، وبثقة تؤمن بأن الكويت تستحق دستوراً يليق بها واستقراراً سياسياً يصون وحدتها.

كان مخزونا استراتيجيا من العلم والثقافة والتاريخ والتجارب، رحلاته الكثيرة خارج الكويت كانت مدرسة موازية، حملت إليه تفاصيل الشعوب والثقافات، وعرّفته على النخب العربية وعمّقت رؤيته للعالم.

برحيله، تخسر الكويت واحداً من آخر شهود البدايات. رجل جمع بين ثقافة موسوعية وهدوء الشخصية وحكمة التجربة. وبرحيله تُطوى صفحة من صفحات الجيل الذي حمل الكويت من زمن التكوين إلى زمن الدولة.

«الراي» التي آلمها المصاب، تتقدم بأحر التعازي من ذوي الفقيد، سائلين المولى تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي