تدل على نشاط «صادم» لكوكب الأرض
اكتشاف بلورات عمرها 3.3 مليار سنة!
في اكتشاف جيولوجي يقلب الفرضيات السائدة حول تاريخ كوكب الأرض، كشفت بلورات قديمة يعود عمرها إلى 3.3 مليار سنة عن أن الأرض المبكرة كانت أكثر نشاطاً بكثير، وهذا كان يُعتقد سابقاً.
وتُشير هذه الأدلة إلى أن عمليات الاندساس وتكوين القارات بدأت في وقت أبكر بكثير من نهاية العصر الهادي.
تحدي فرضية «الغطاء الراكد»
لطالما سادت فرضية «الغطاء الراكد» التي تفترض أن القشرة الخارجية للأرض ظلت صلبة وغير متحركة حتى نهاية العصر الهادي (منذ 4.6 إلى 4.0 مليارات سنة)، وأن الحركة التكتونية لم تبدأ إلا لاحقاً.
وفي هذا السيناريو، كان من المفترض أن الأرض المبكرة تفتقر إلى الاندساس وتكوين القشرة القارية.
لكن الدراسة الجديدة، التي نشرها فريق بحثي دولي في مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز»، تقدم تفسيراً مختلفاً:
• الاندساس المبكر: تشير النتائج إلى أن الأرض كانت تشهد بالفعل اندساساً مكثفاً، وهي العملية التي تغوص فيها إحدى صفائح القشرة الأرضية تحت الأخرى إلى الوشاح.
• تكوين القارات: بدأ تشكل القشرة القارية، وهي القشرة السميكة والعائمة التي تشكل قاراتنا، في وقت أبكر بمئات الملايين من السنين وهذا كان متوقعاً.
شهادة البلورات القديمة
واعتمد الباحثون على تحليل الشوائب المنصهرة المحاصرة داخل بلورات الأوليفين التي يعود تاريخها إلى 3.3 مليار سنة. هذه الشوائب بمثابة «لقطات كيميائية» نادرة للبيئة الجيوكيميائية للأرض المبكرة.
وقد قام الفريق بتحليل نظائر السترونتيوم والعناصر النزرة في هذه الشوائب، بالتزامن مع تطبيق نماذج جيو ديناميكية متقدمة.
وأكدت النتائج المجمعة أن الأرض المبكرة كانت عالماً أكثر حيوية وديناميكية، وهذا يغير فهمنا لتصلب القشرة وتطورها.
مصطلحات جيولوجية أساسية
• العصر الهادي: أقدم حقبة في تاريخ الأرض (من 4.6 إلى 4.0 مليارات سنة)، تتميز بالحرارة الشديدة وتكوين القشرة الأولية.
• الاندساس: عملية تكتونية تغوص فيها صفيحة قشرية تحت أخرى، وهي محرك رئيسي لحركة الصفائح التكتونية.
• الغطاء الراكد: حالة تكتونية يُعتقد أنها سادت في الأرض المبكرة، حيث تكون القشرة صلبة وغير متحركة.
• الشوائب المنصهرة: جيوب صغيرة من المواد المنصهرة المحاصرة داخل البلورات، تحفظ معلومات كيميائية عن البيئة التي تشكلت فيها.
ويفتح هذا الاكتشاف آفاقاً جديدة للبحث في كيفية نشأة الحياة وتطورها على كوكب كان أكثر نشاطاً وتغيراً في مراحله الأولى.