كلاهما مفتاح للحفاظ على ذاكرة قوية وذهن متوقد
أيهما أفضل... الكتابة بالقلم أم على «الكيبورد»؟
في عصر باتت لوحات مفاتيح الأجهزة الإلكترونية تهيمن فيه على حياتنا، يطرح العلم سؤالاً جوهرياً: هل فقدنا شيئاً ثميناً بتخلينا عن الكتابة بالقلم على الورق؟ الإجابة، وفقاً لمراجعة تحليلية شملت 30 دراسة تصوير دماغي، هي نعم مدوية. فعملية الكتابة باليد تنشط شبكة أوسع من مناطق الدماغ مقارنة بالطباعة، وهذا يعزز الذاكرة ويحفز المرونة العصبية.
الكتابة باليد: تمرين شامل للدماغ
حتى الآن، تُظهر النتائج البحثية أن الكتابة باليد ليست مجرد عملية حركية، بل هي تمرين معرفي وذهني شامل يمنح المزايا الآتية:
• تنشيط مناطق أوسع: تنشط الكتابة باليد مناطق مرتبطة بالذاكرة، والتحكم الحركي، والتغذية الراجعة الحسية، ومعالجة اللغة. في المقابل، تتطلب الطباعة جهداً معرفياً أقل بكثير.
• ذاكرة أقوى واستدعاء أسرع: أظهرت دراسات متعددة أن الأشخاص يتذكرون المعلومات بشكل أفضل وأسرع عند تدوينها باليد، لأن العملية الأبطأ والأكثر جهداً تجبر الدماغ على الانخراط بعمق أكبر في المادة.
• المرونة العصبية: بالنسبة لكبار السن، يمكن أن تساعد المتطلبات المعرفية للكتابة باليد في تحفيز المرونة العصبية، وهي قدرة الدماغ على تكوين اتصالات جديدة والتكيف مع مرور الوقت.
لماذا يختلف القلم عن لوحة المفاتيح؟
يكمن الفرق الجوهري في العلاقة بين الحركة والمعنى. عند الكتابة باليد، يتلقى الدماغ تغذية راجعة حركية وحسية متزامنة. كل حرف يتطلب تسلسلاً فريداً من الحركات، وهذا يخلق رابطاً مباشراً بين الحركة والرمز. أما الطباعة، فتعتمد على حركة إصبع موحدة لكل حرف، وهذا يضعف هذا الارتباط الحركي الرمزي.
كما أن الكتابة باليد تجبر الكاتب على إعادة صياغة المعلومات وتلخيصها، بدلاً من النسخ الحرفي الذي تشجعه سرعة الطباعة، وهذا الانخراط النشط في المحتوى هو ما يعزز التذكر على المدى الطويل.
نصائح عملية للحفاظ على صحة الدماغ
ولا يمكن تجنّب الطباعة في عالم اليوم، لكن يمكن دمج الكتابة باليد في الروتين اليومي للحصول على فوائدها المعرفية:
• تدوين الملاحظات: استخدم القلم والورقة لتدوين الملاحظات في الاجتماعات أو المحاضرات.
• المذكرات اليومية: ابدأ بكتابة يومياتك بخط اليد.
• قوائم المهام: اكتب قوائم التسوق أو المهام يدوياً بدلاً من استخدام تطبيقات الهاتف.
إن وضع القلم على الورق، كما يتضح من الأدلة العلمية، قد يكون أحد أبسط الطرق وأكثرها فعالية للحفاظ على الدماغ متيقظاً ونشطاً.
