ما جاء في فضل الصّدق

تصغير
تكبير

(لا يصلح الكذب في هزل ولا جد).

وقيل لسان الصدق خير للمرء من المال يأكله ويورثه.

وأنشد أحد الأدباء:

لا يكذب المرء إلا من مهانته

أو في عادة السوء أو من قلة الأدب

وقيل: الكذب عارُ وخير القول أصدقه

والحق ما مسه من باطل زهقا.

وقال آخر:

الصدق منجاة لمن هو صادق

وترى الكذوب بما يقول يوبخ

قال أبو العتاهية:

كُن في أمورك ساكنا

فالمرء يدرك في سكونه

واعمد إلى صدق الحديـــ

ث، فإنه أزكى فنونه

رُبّ امرئ متيقن

غلب الشقاء على يقينه

قال أحد الحكماء:

وعدُ الكريم تعجيل، ووعد اللئيم مطل وتسويف.

(بهجة المجالس 1/ 494)

وأنشد آخر:

إذا قلت في شيء نعم فأتمه

فإن نَعم دين على الحر واجب

وإلا فقل لا، واسترح وأرح بها

لكي لا يقول الناس: إنك كاذب

وقول آخر:

وقائلة ما بال جسمك سالما

وعهدي بأجسام المحبين تسقم

فقلت لها قلبي لجسمي لم يبح

بحبي فجسمي بالهوى ليس يعلم

فالعرب تمدح بالضمر وتذم بالسمن، وتنسب أهل النحول إلى الأدب والمعرفة.. وأهل السمن إلى الفدامة.

الفدامة: الحُمق أو العيّ

**

وروي أن جميل بن معمر العذري، أنه صحبه رجل من عُذرة، وكان بطينا اكولا فجعل يشكو إليه هوى ابنة عم له، فانشأ جميل يقول:

وقد رابني من جعفر أن جعفراً

مُلحٌّ على قرص ويشكو هوى جمل

فلو كنت عُذريّ الهوى لم تكن كذا!

بطينا وأنساك الهوى كثرة الأكل

ومن عشق عندهم، فلم ينحل جسمه ولم يُكل سُقمه، ويتبين الخشوع في حركته، والذل في مشيته نسبوه إلى فساد الطبع، ونقصان اللب، وبعد الفهم، وموت القلب ومن ادعى المحبة، فلم ينحل، ولم يسهر ولم يخشع ولم يذل ولم يخضع، ولم يحمل نفسه على الأمور المتعبة الشدائد الفظيعة، ويركب فيها المراكب الوعرة ويتقدم على الأشياء المهولة.

والأهوال المخوفة التي يلاقي فيها الموت ويعاين فيها الفوت ويباشر فيها الهلكة ويخاطر بنفسه حتى يُعصي في هواه الأقارب ويعالج فيه العجائب فيكون كما قال العرجي:

كم قد عصيت إليك من متنصح

داني القرابة أو وعيد أعادي

وتنوفة أرمي بنفسي عرضها

شوقاً إليك بلا هداية هادي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي