خطاب ترامب «العنصري» ضد المهاجرين الصوماليين... بين ترحيب الإدارة وصمت الجمهوريين وغضب المنتقدين
واشنطن - رويترز - تساءل الرئيس دونالد ترامب أثناء اجتماع مغلق في البيت الأبيض خلال ولايته الأولى عن سبب قبول الولايات المتحدة مهاجرين من «دول حثالة»، مثل هايتي وبعض الدول الأفريقية، في تصريحات أثارت جدلاً واسعاً نقلتها «رويترز» ووسائل إعلام أخرى حينها.
وأعقب ذلك موجة غضب عارمة، إذ ندد مشرعون، بعضهم من الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، بهذه التصريحات ووصفوها بالمهينة. وسعى الرئيس الجمهوري لاحقاً إلى احتواء الموقف، نافياً عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي استخدامه تلك العبارات.
لكن وخلال اجتماع حكومي بثته قنوات تلفزيونية يوم الثلاثاء، علق ترامب على تقارير عن فساد حكومي يرتبط بسكان صوماليين في مينيسوتا، ووصف المهاجرين الصوماليين في مينيسوتا بـ «القمامة»، وقال إنه يريد إعادتهم «إلى حيث أتوا».
والتزم أعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري الصمت هذه المرة، فيما ضرب نائب الرئيس جيه.دي فانس الطاولة تأييداً، ووصفت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولاين ليفيت تصريحات ترامب، بأنها «مذهلة» و«لحظة فارقة».
وأبرزت ردود الفعل هذه أن آراء ترامب العنصرية لم تعد أمراً مستهجناً لدى بعض حلفائه ومؤيديه. ويقول مدافعون عن الحقوق المدنية وباحثون إن تعليقاته باتت معتادة وزادت جرأة بل ويُنظر إليها على أنها مقبولة في الخطاب السياسي.
وقالت لاتوشا براون، الشريكة المؤسسة لمجموعة (الناخبون السود مهمون) «لم تعد العنصرية مجرد تلميح في أميركا. نحن نقوم بتجريد الناس من إنسانيتهم واستهدافهم».
وذكرت الناطقة باسم البيت الأبيض أبيغيل جاكسون في بيان ان ترامب محق في تسليط الضوء على المشاكل التي يسببها «المهاجرون الصوماليون المتشددون».
وأضافت «بينما تتظاهر وسائل الإعلام بالغضب، سيحتفل الأميركيون الذين عانوا من هذه المخططات بتصريحات الرئيس ودعمه القوي للمواطنين الأميركيين».
وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت هذا الأسبوع، إن الوزارة تحقق في مزاعم تفيد بأن أموال الضرائب من ولاية مينيسوتا تم تحويلها إلى جماعة «الشباب» المسلحة في الصومال.
ولترامب تاريخ طويل من الخطاب العنصري، خصوصاً ضد المهاجرين الملونين. ودخل إلى الساحة السياسية عبر الترويج لنظرية مؤامرة تزعم أن الرئيس باراك أوباما، وهو من الحزب ديمقراطي، لم يولد في الولايات المتحدة.
ويقول المنتقدون إن ترامب، خلال فترة رئاسته، نفّذ سياسات تعكس خطابه، خصوصاً حملته الصارمة ضد الهجرة.
وكرر ترامب تصريحاته، أمس الأربعاء وقال للصحافيين في المكتب البيضاوي إن الصومال «يعتبره الكثيرون أسوأ بلد على وجه الأرض» واتهم المهاجرين الصوماليين بأنهم «دمروا البلاد»
ووصفت جين شاهين، أبرز عضو ديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، والعديد من الديمقراطيين الآخرين في الكونغرس في بيان تصريحاته بأنها «تنم عن كراهية للأجانب وغير مقبولة»، وحذروا من أن الجماعات المتشددة مثل تنظيم «داعش» يمكن أن تستخدمها لتأجيج المشاعر المعادية للولايات المتحدة في الخارج.
وتعتبر سياسات ترامب في مجال الهجرة في كثير من جوانبها تجسيداً لتصريحاته السياسية، فقد أوقف عملياً استقبال جميع اللاجئين الجدد، باستثناء البيض من جنوب أفريقيا الذين يزعم من دون دليل أنهم ضحايا «إبادة جماعية ضد البيض».
كما استخدم ضباط اتحاديون ملثمون أساليب صارمة في حملات مداهمة للمهاجرين في أنحاء البلاد، وتعرضوا لانتقادات بسبب احتجاز أشخاص لمجرد أنهم يبدون من أصول لاتينية أو يتحدثون الإسبانية.
وأخيراً، صعّد ترامب خطابه وقيوده على الهجرة عقب حادث إطلاق النار الذي أسفر عن مقتل جنديين من الحرس الوطني في واشنطن العاصمة. والمشتبه به في الهجوم أفغاني دخل الولايات المتحدة ضمن برنامج خاص بالأفغان الذين ساعدوا القوات الأميركية خلال الحرب في بلادهم، ودفع ببراءته من تهمة القتل وجرائم أخرى.
ورداً على ذلك، أعلن البيت الأبيض تعليق طلبات الهجرة من 19 دولة.