صياد معادن يكتشف نيزكاً عمره مليارات السنين
تحولت أحلام عامل أسترالي بالعثور على كنز ذهبي دفين إلى اكتشاف علمي ثمين، عندما تبين أن صخرة حمراء ثقيلة عثر عليها في منطقة «ميريبورو» بولاية فيكتوريا عام 2015 ليست كتلة ذهب، بل نيزك نادر يعود إلى فجر النظام الشمسي.
حاول الرجل، الذي كان يستخدم جهاز كشف المعادن، يائساً كسر الصخرة المستعصية باستخدام المطرقة والمنشار والحفر وحتى الأحماض، لكنها قاومت كل محاولاته، ما دفعه أخيراً إلى حملها إلى متحف «ميلبورن» لفحصها.
وهناك، حسم خبراء الجيولوجيا اللغز: كانت الصخرة، التي تزن 17 كيلوغراماً، نيزكاً من نوع «الكوندريت العادي إتش 5» (H5 Ordinary Chondrite)، وهي فئة نيازك تحمل في تركيبتها الكيميائية أسراراً عن الظروف التي نشأت فيها الكواكب قبل نحو 4.6 مليار سنة.
وقال الجيولوجي «ديرموت هنري» من متحف فيكتوريا: «هذه واحدة من 17 نيزكاً فقط مسجلاً في ولاية فيكتوريا، وهي ثاني أكبر كتلة كوندريت يتم العثور عليها هنا».
يُعتقد أن هذا النيزك قادم من حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري، حيث انفصل عن كويكب أكبر بفعل اصطدام ما، ليبدأ رحلة طويلة عبر الفضاء تنتهي بسقوطه على الأرض. ارتفاع نسبة الحديد والنيكل في تركيبته هو ما منحه الصلابة الشديدة وأوهم مكتشفه بأنه قد يكون معدنياً ثميناً. هذا الاكتشاف يسلط الضوء على ندرة العثور على النيازك، فمعظمها يحترق في الغلاف الجوي، والقليل جداً ما يصل بشكل يمكن استرداده ودراسته.
قيمة هذا النيزك، الذي أطلق عليه اسم «نيزك ميريبورو»، لا تقدر بثمن بالنسبة للعلماء. فتحليل مثل هذه العينات البكر يساعد في الإجابة عن أسئلة جوهرية حول كيفية تشكل الكواكب الصخرية مثل الأرض، ونشأة الماء والمواد العضوية التي أدت للحياة. بالنسبة لعالم الصخور، فإن حفنة من غبار هذا النيزك قد تكون أكثر إثارة من كتلة ذهب؛ فهي ليست مجرد صخرة، بل هي كبسولة زمنية تحمل رسالة من ماضي الكون السحيق، وفرصة لفهم أعمق لأصلنا الكوني.