العروض المبكرة حوّلت اتجاه النزعات الشرائية من اليوم الواحد لسياسة الباب المفتوح طوال العام

التخفيضات المتصلة تلتهم... «الجمعة البيضاء» بالكويت

تصغير
تكبير

- حركة «الجمعة البيضاء» باتت مثل أي جمعة بفضل تكرار واستمرار مواسم الخصومات
- سهولة أساليب مقارنة الأسعار زادت وعي المستهلك
- العروض غير المنقطعة قلّلت احتمالات هجوم المستهلكين على يوم الحسم
- فتح ميزانيات الأسر لتمويل احتياجاتها التخزينية بداً أكثر تشدّداً

تمثّل «الجمعة البيضاء» واحدة من أهم مواسم التسوق محلياً وعالمياً، حيث تتنافس مئات المحال في تقديم نسب عالية من التخفيضات وكوبونات الخصم وتمتد المنافسة إلى منصات التجارة الإلكترونية التي تسعى لجذب أكبر شريحة ممكنة من المستهلكين الذين ينتظرون هذا اليوم لشراء احتياجاتهم المواكبة والمخططة، بصيد الخصومات العالية.

وفي وقت كانت التوقعات تشير إلى موجة شراء أكبر، نظراً للتوسّع الكبير في التسويق الإلكتروني وتزايد المنافسة بين المنصات والمتاجر، إلا أن الواقع الذي رصدته «الراي» بأسواق الكويت يوم الجمعة الماضي عكس صورة مختلفة، حيث لحظت حركة مبيعات تقليدية مقارنة باليومين السابق واللاحق تقريباً، وسط ميزانيات أسر بدت في هذا اليوم أكثر تشدداً لتمويل احتياجاتها التخزينية، أو غير الضرورية، مدفوعة بثبات نسب الخصم في الفترة السابقة، وتحول اتجاه النزعات الشرائية من اليوم الواحد لسياسة الباب المفتوح طوال العام، بفضل محفزات العروض المتصلة معظم السنة.

ويمكن تفسير هذا التغيّر بعوامل عدة، دفعت المستهلكين لعدم انتظار يوم التخفيضات العالمي، فعلى رغم قوة تخفيضات الجمعة البيضاء 2025 في الكويت، إلا أنها باتت تشكل امتداداً لحالة تخفيضات مفتوحة لأشهر في متاجر عدة، ضمن حركة استباقية يقوم بها أصحاب علامات تجارية عدة، لجذب المستهلكين بدافع المنافسة، ما أدى إلى «استنزاف الرغبات الشرائية» على فترات أطول، بدلاً من تركزها في يوم واحد، مدفوعة بعروض بعضها حمل تنزيلات بمعدلات أقوى من المقررة، بخصومات الجمعة البيضاء.

خصومات كبيرة

وشهدت قطاعات مهمة للمستهلك عروضاً غير مسبوقة، قبل موعد التخفيضات العالمية، أبرزها:

1 - الملابس والأحذية، كانت الأكثر نشاطاً، حيث قدّمت محال التجزئة خصومات ممتدة بين 50 – 70 % قبل الجمعة البيضاء، ما قلّل احتمالات الانتظار أملاً في النسبة الأعلى في «الجمعة البيضاء».

2 - قطاع الأغذية، إذ لعبت عروض الجمعيات التعاونية والأسواق الموازية، دوراً حاسماً في تقليل الإنفاق الإضافي خلال يوم الجمعة البيضاء، كما وجد المستهلك أن احتياجاته الأساسية يمكن شراؤها قبل الموعد بتخفيضات مشابهة أو أفضل.

3 - قطاع السيارات والذي شهد واحدة من أكبر حملات الخصومات خلال السنوات الأخيرة، إذ قدّمت بعض الوكالات عرض «الزيرو فوائد»، كما قدم البعض الآخر عروض التقسيط والضمانات المجانية ومميّزات إضافية بعد البيع، لتجذب هذه العروض المشترين على مدار العام، وليس في وقت محدد.

4 - الأجهزة الكهربائية، والتي شهدت نشاطاً مبكراً أيضاً، حيث استهدفت الشركات المستهلك بعروض كبيرة شملت الأجهزة المنزلية والشاشات وأجهزة الترفيه، وساهمت المنافسة بين المتاجر التقليدية ومنصات التجارة الإلكترونية في تقديم عروض أقوى في منتصف نوفمبر، وليس في نهايته، ما غيّر سلوك الشراء لدى المستهلكين.

سلوك المستهلك

ومن ضمن العوامل أيضاً التي كان لها تأثير على مبيعات «الجمعة البيضاء» هذا العام، أن المستهلك الكويتي أصبح أكثر وعياً لجهة المقارنة بين الأسعار، مستفيداً من تسهيلات التطبيقات التجارية، التي تمنح خصومات كبيرة وتقدم تجربة سهلة في التسوق، إضافة لمواقع المقارنة بين المحلات والأسواق المختلفة.

وكان لمنصات التواصل الاجتماعي المتخصصة بالعروض، دور مؤثر، حيث أطلقت موجة تخفيضات مبكرة تحت مسميات عدة، منها «الأسبوع الأبيض» و«عروض نوفمبر» و«تسوق الآن واستلم لاحقاً»، ما جعل يوم الجمعة البيضاء مثله مثل أي يوم في الشهر الماضي.

أبرز مهدئات

«الجمعة البيضاء»

جاءت مبيعات الجمعة البيضاء 2025 بالكويت مستقرة دون نمو كبير، نتيجة:

• الخصومات المسبقة القوية

• توزيع الطلب على فترة أطول

• عروض ضخمة في قطاعات الملابس والأغذية والسيارات

• عروض السيارات بـ«زيرو فوائد» التي استقطبت شريحة كبيرة من المستهلكين قبل موعد التخفيضات

• تغيّر سلوك المستهلك المدفوع بالوعي الرقمي.

عمر القاضي: الشركات وزعت خصوماتها على فترات تحقيقاً لمستهدف المبيعات السنوي

عمر القاضي

أفاد مدير عام شركة المطوع والقاضي للسيارات، عمر القاضي، بأن غالبية الشركات تبنت هذا العام نهجاً مختلفاً في تحقيق المستهدف من مبيعاتها، ما دفع إلى توزيع فترة الخصومات المحفزة على معظم العام وعدم حصرها في يوم واحد.

وبيّن القاضي أن كل شركة لديها منتج جديد ترغب في تسويقه وآخر قديم تسعى لاستهلاكه مبيعياً، ما يشجع مسؤولي الشركات على فتح فترات الخصومات لمواسم عدة، منوهاً إلى أنه نتيجة لذلك لوحظ ثبات حركة المبيعات في «الجمعة البيضاء» مقارنة بالمسجل في المواسم الأخرى.

وذكر القاضي أن المنافسة المحتدمة بين الشركات العاملة في القطاع نفسه، قادت لتغيير المنهج التقليدي من استهداف يوم أو موسم بعينه إلى آخر أكثر سعة، ورحابة زمنية أملاً في تحقيق المستهدف الكلي من مبيعات العام ككل، مشيراً إلى أن تحفيز المستهلك للسلعة، يتضمن تسهيلات بأشكال مختلفة، من بينها الخصومات المميزة، وكذلك تسهيلات الدفع والسداد.

وليد الشريعان: العلامات التجارية أطلقت عروضها مبكّراً متجاوزة خصومات اليوم الواحد

وليد الشريعان

قال الرئيس التنفيذي لشركة المباني وليد الشريعان، إن موسم التنزيلات هذا العام لم يتركز في يوم «الجمعة البيضاء»، حيث امتدّ ليبدأ منذ مطلع نوفمبر، موضحاً أن العلامات التجارية أطلقت عروضها مبكراً، ما جعل فترة الخصومات أطول، وبالتالي أكثر تأثيراً على حركة الزوار والمبيعات طوال الشهر. وبيّن الشريعان أن شكل الموسم الخصومات تغير مدفوعاً بامتداد زمني للعروض، فبدلاً من تركزها بيوم واحد، توزعت على فترات أطول، منوهاً إلى أن الأفنيوز شهد ذروة ممتدة رفعت معدلات الزيارة اليومية بشكل ملحوظ طوال نوفمبر.

وتوقع الشريعان أن تشهد السنوات المقبلة نمواً أكبر في حركة السياحة ومتسوقي التجزئة، مشيراً إلى أن المؤشرات الحالية تعكس عاماً استثنائياً لقطاع التجزئة في الكويت، ما يواكب الترجيحات باستمرار النمو الأعوام المقبلة مع تسهيلات التأشيرات، وتحسن البنية التحتية. وأشار الشريعان إلى أن «الأفنيوز» شهد أول 11 شهراً بـ2025 أعلى معدل نمو في تاريخ المجمعات التجارية بالكويت، وتجاوز 23 % مقارنة بالفترة نفسها من 2024.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي