رعي الأغنام تحت ألواح الطاقة الشمسية يُحسّن جودة الصوف!

تصغير
تكبير

أظهرت تجربة رائدة أُجريت في مزرعة «ويلينغتون» للطاقة الشمسية بأستراليا، أن الجمع بين إنتاج الطاقة الشمسية وتربية الأغنام ليس ممكناً فحسب، بل يمكن أن يكون مفيداً لكلا الجانبين.

فعلى مدى ثلاث سنوات، قام الباحثون بمراقبة قطعان من أغنام «ميرينو» ترعى تحت صفوف ألواح الطاقة الشمسية ومقارنتها مع قطعان ترعى في مراعٍ مفتوحة تقليدية، ليكتشفوا نتائج «مذهلة» تقدم حلاً مربحاً للطرفين.

وكشفت التقييمات، التي استمرت حتى أوائل 2025، أن الأغنام التي رعت تحت ألواح الطاقة الشمسية أنتجت صوفاً بألياف أقوى، وفي بعض الحالات، أوزان صوف أعلى.

كما انخفض تباين قُطر الألياف، ما يشير إلى أن الظل الذي توفره الألواح والمُناخ الدقيق الذي تخلقه ساعدا في توفير ظروف تغذية أكثر انتظاماً واستقراراً عبر الفصول وفترات اليوم. هذا النموذج، المُسمى «الزراعة الفولتائية» (Agrivoltaics)، يهدف إلى تكامل استخدام الأراضي بين الزراعة وإنتاج الطاقة المتجددة. في هذه الحالة، عملت الأغنام كـ«جزازات عشب» عضوية منخفضة التكلفة، قللت من الحاجة إلى الصيانة الميكانيكية للأعشاب تحت وبين الألواح، ما وفر على مشغلي المزرعة تكاليف التشغيل وخفض البصمة الكربونية للصيانة.

من المهم الإشارة إلى أن تصميم المزرعة الشمسية لم يضر برفاهية الحيوانات، حيث ظلت درجات حالة أجسامها متقاربة مع تلك الموجودة في المرعى المفتوح، وساعدت الممرات الواسعة بين الألواح على تنقلها من دون إجهاد. وقد قدم النظام فوائد واضحة لإدارة الموقع؛ فالسيطرة على النباتات تشكل تكلفة مستمرة لمشاريع الطاقة الشمسية، وغالباً ما تتطلب استخدام المركبات والمبيدات، بينما تقوم الأغنام بهذه المهمة بيئياً وتدور العناصر الغذائية في التربة المحلية.

وتكتسب هذه النتائج أهمية كبيرة لصناعة الصوف، حيث يعتمد سعر السلعة بشكل كبير على دقة قطر الألياف وقوة شدها. أي تحسن في هذه المواصفات يعني قيمة أعلى للمنتج. على نطاق أوسع، تبرز الدراسة كيف يمكن للابتكار في استخدام الأراضي أن يحقق فوائد متعددة القطاعات، معززة بذلك الأمن الغذائي والطاقوي معاً، وهي نموذج يمكن تكراره في مناطق عديدة حول العالم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي