ستبقى محاصرة إلى الأبد في المفردات التي تم تشفيرها في البيانات

تطبيقات الدردشة بالذكاء الاصطناعي لن تكون... ذكية أبداً

تصغير
تكبير

هل باتت شركات التكنولوجيا على وشك إنشاء آلات مفكرة بنماذج الذكاء الاصطناعي الهائلة، كما يزعم كبار المسؤولين التنفيذيين؟

الاجابة عن هذا السؤال جاءت بالنفي من جانب أحد الخبراء.

فنحن كبشر نميل إلى ربط اللغة بالذكاء، ونميل إلى الانجذاب إلى أولئك الذين يمتلكون مهارات لغوية أكبر كالخطباء أو الشعراء. لكن الأبحاث الأخيرة تشير إلى أن اللغة ليست مماثلة للذكاء - بحسب ما قال بنجامين رايلي، مؤسس مشروع «Cognitive Resonance» في مقال لـ«ذا فيرج». وهذه أخبار سيئة لصناعة الذكاء الاصطناعي، التي تبني آمالها وأحلامها في إنشاء ذكاء اصطناعي عام كلي المعرفة على بنية النموذج اللغوي الكبير التي تستخدمها بالفعل.

وكتب رايلي أن المشكلة هي أنه وفقاً لعلم الأعصاب الحالي، فإن التفكير البشري مستقل إلى حد كبير عن اللغة البشرية، ولدينا سبب ضئيل للاعتقاد بأن النمذجة الأكثر تطوراً للغة ستخلق شكلاً من أشكال الذكاء يساوي ذكاءنا أو يتجاوزه.

وأضاف أننا نستخدم اللغة للتفكير، لكن هذا لا يجعل اللغة مطابقة للتفكير، موضحاً أن فهم هذا التمييز هو المفتاح لفصل الحقيقة العلمية عن الخيال العلمي التأملي للمسؤولين التنفيذيين المتحمسين للذكاء الاصطناعي.

وللتوضيح، فإن الذكاء الاصطناعي العام (AGI) سيكون نظام ذكاء اصطناعي كلي المعرفة يساوي أو يتجاوز الإدراك البشري في مجموعة واسعة من المهام، لكن في الممارسة hgulgdm، غالباً ما يُتصور على أنه يساعد في حل جميع أكبر المشاكل التي لا تستطيع البشرية حلها، من السرطان إلى تغير المناخ. وبقولهم إنهم ينشؤون واحداً، يمكن لقادة الذكاء الاصطناعي تبرير الإنفاق الباهظ للصناعة والتأثير البيئي الكارثي.

اللغة ليست التفكير

لكن رايلي كتب أن تطبيقات الدردشة بالذكاء الاصطناعي هي ببساطة أدوات تحاكي الوظيفة التواصلية للغة، وليست العملية الإدراكية المنفصلة والمتميزة للتفكير والاستدلال، بغض النظر عن عدد مراكز البيانات التي نبنيها.

وإذا كانت اللغة أساسية للتفكير، فإن إزالتها يجب أن تزيل قدرتنا على التفكير. لكن هذا لا يحدث، كما يشير رايلي مستشهداً بعقود من الأبحاث التي لُخصت في تعليق نُشر في مجلة «Nature» العام الماضي.

فمن ناحية، أظهر التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لأدمغة البشر أن أجزاء مختلفة من الدماغ تنشط أثناء أنشطة إدراكية مختلفة، بحسب ما أشار رايلي. لا نوظف منطقة الخلايا العصبية نفسها عند التفكير في مشكلة رياضية مقابل مشكلة لغوية.

وفي الوقت نفسه، أظهرت دراسات على أشخاص فقدوا قدراتهم اللغوية أن قدرتهم على التفكير كانت سليمة إلى حد كبير، حيث كان بإمكانهم حل المشاكل الرياضية واتباع التعليمات غير اللفظية وفهم عواطف الآخرين.

وحتى بعض شخصيات الذكاء الاصطناعي الرائدة متشككة في تطبيقات الدردشة بالذكاء الاصطناعي. الأكثر شهرة على الإطلاق هو الفائز بجائزة تورينغ وأب الذكاء الاصطناعي الحديث «يان لوكون»، الذي كان حتى وقت قريب كبير علماء الذكاء الاصطناعي في «ميتا».

جادل «لوكون» منذ فترة طويلة بأن تطبيقات الدردشة بالذكاء الاصطناعي لن تصل أبداً إلى الذكاء العام، وبدلاً من ذلك يؤمن بمتابعة ما يسمى بنماذج العالم المصممة لفهم العالم ثلاثي الأبعاد من خلال تدريبها على مجموعة متنوعة من البيانات المادية، بدلاً من اللغة فقط.

سقف رياضي للإبداع

وتعزز أبحاث أخرى فكرة أن تطبيقات الدردشة بالذكاء الاصطناعي لها سقف صعب. ففي تحليل جديد نُشر في «Journal of Creative Behavior»، استخدم باحث صيغة رياضية لتحديد حدود إبداع الذكاء الاصطناعي، بنتائج قاسية. لأن تطبيقات الدردشة بالذكاء الاصطناعي نظام احتمالي، فإنها تصل إلى نقطة لم تعد قادرة فيها على توليد مخرجات جديدة وفريدة ليست غير منطقية.

وقال مؤلف الدراسة ديفيد كروبلي، أستاذ الابتكار الهندسي في جامعة جنوب أستراليا، في بيان إنه بينما يمكن للذكاء الاصطناعي محاكاة السلوك الإبداعي بشكل مقنع في بعض الأحيان، فإن قدرته الإبداعية الفعلية محدودة عند مستوى الإنسان المتوسط ولا يمكن أن تصل أبداً إلى معايير محترفة أو خبيرة بموجب مبادئ التصميم الحالية.

وأضاف كروبلي أن الكاتب أو الفنان أو المصمم الماهر يمكنه في بعض الأحيان إنتاج شيء أصلي وفعال حقاً، موضحاً أن النموذج اللغوي الكبير لن يفعل ذلك أبداً، بل سينتج دائماً شيئاً متوسطاً، وإذا اعتمدت الصناعات بشكل كبير عليه، فستنتهي بعمل صيغي ومتكرر.

وكتب رايلي: «نعم، قد يعيد نظام الذكاء الاصطناعي مزج ومعاودة تدوير معرفتنا بطرق مثيرة للاهتمام، لكن هذا كل ما سيكون قادراً على القيام به، مضيفاً أنه سيكون محاصراً إلى الأبد في المفردات التي قمنا بتشفيرها في بياناتنا ودربناه عليها، آلة استعارة ميتة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي