مفيد لذوي الاحتياجات الخاصة المصابين بضمور جزئي
ابتكار أول «روبوت ردائي»... بعضلات اصطناعية !
أعلن باحثون ومهندسون كوريون جنوبيون عن نجاحهم في ابتكار وتطوير أول «روبوت عضلي ملبوس» مدمج إلكترونياً من خلال الذكاء الاصطناعي داخل نسيج كالجلد ويمكن ارتداؤه على الجسم كالملابس، وقادر على أن يحمل عن مرتديه ضغطاً (وزناً) تحميلياً يصل إلى 15 كيلوغراماً.
وهذا يعني أن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من ضعف أو ضمور جزئي في العضلات سيتخلصون عند ارتدائهم ذلك الروبوت من 15 في المئة من ثقل أجسامهم وسيصبحوا بالتالي أكثر قدرة على أن يمشوا دونما الحاجة إلى الكثير من الدعم المادي الخارجي سواء من جانب الآخرين أو من جانب أجهزة داعمة صلبة تقليدية كالعكازات وما شابه ذلك.
وتكمن الميزة الابتكارية لهذا الروبوت في خيوط إلكترونية دقيقة مصنوعة من سبائك الذاكرة الحراريّة (SMA) التي تنكمش عندما تُسخّن وتمتد عند التبريد. ويتيح هذا للنسيج الروبوتي أن يعمل كـ«عضلات اصطناعية» ذات وزن خفيف جداً يبلغ أقل من كيلوغرامين في بعض التصاميم مع توفير دعم قوي لحركة مرتدي الروبوت النسيجي القابل للارتداء.
ووفقاً للباحثين والعلماء الذين ابتكروا هذا الروبوت، يعمل التصميم من خلال جهاز تحكم متصل بمجسات إلكترونية حساسة تتابع زوايا مفاصل الكتف والمرفق والخصر، بحيث ينقبض النسيج في اللحظة المناسبة لدعم حركة الذراع أو الجسم برفق دون تقييد طبيعته.
وأظهر اختبار سريري أولي أن استخدام هذا النسيج الروبوتي يمكن أن يُحسّن مدى حركة الكتفين بنسبة تفوق 57 في المئة لدى أشخاص يعانون من ضعف عضلي مزمن، إلى جانب تقليل الجهد العضلي بما يقارب 40 في المئة عند أداء مهام يومية متكررة.
ومن الاستخدامات المفيدة المتوقعة لهذا الابتكار: المساعدة الداعمة لمن لديهم مشاكل مرتبطة بضمور جزئي في العضلات، إعادة التأهيل في مراكز العلاج الطبيعي، إضافة إلى مجالات العمل التي تتطلب رفعاً متكرراً أو حملاً لأوزان.
لكن الباحثين والعلماء أقروا في الوقت نفسه بأن هناك تحديات مازالوا يعملون على تذليلها، ومن بينها أن التحكّم في حرارة الروبوت الردائي مهم جداً، وذلك لأن خيوط السبائك تتسخّن أثناء الانكماش، ولذلك يجب تأمين تصميم جيد للعزل والتهوية. كما أن مصدر الطاقة (البطارية) وتصميمها مهم جداً لتحقيق الاستخدام على مدار اليوم.
ويبشر هذا الابتكار إلى مستقبل جديد في مجال «الروبوتات الملبوسة» التي هي عبارة عن أجهزة لا تشبه الآلات الثقيلة، بل هي خيوط تعمل كعضلات تساهم في دعم الإنسان من دون أن تفرض بنية صلبة.