لمنحه الأمان وتعزيز الترابط بينه وبين الأهل
بعيداً عن «توقَّف عن البكاء!»... عبارات بديلة لبناء ذكاء طفلك
في مجال التربية الوجدانية، تناولت مقالة كتبتها طبيبة مختصة في مجال العلاج نفسي والعصبي للأطفال ونشرها موقع «cnbc.com» تحذيراً من استخدام عبارة النهي «لا تبكِ» مع الأطفال عندما ينخرطون في نوبة من البكاء لسبب أو لآخر، حيث أكدت المقالة أن البكاء يُعدّ وسيلة بيولوجية مهمة لتفريغ التوتر العاطفي وإعادة التوازن النفسي لدى الصغار والكبار على حد السواء.
ونقلت الطبيبة عن أهل الاختصاص في هذا المجال إجماعهم على أن البكاء عند الأطفال ليس مشكلة بحد ذاته، بل هو رد فعل طبيعي يحتاج إلى احتواء وتفهّم من جانب الوالدين وأولياء الأمور.
وحثت كاتبة المقالة أولياء الأمور على الاستعاضة عن عبارة «توقَّف عن البكاء» بعبارات مثل:
• «أرى أنك متضايق جداً».
• «هل تحب أن أحتضنك؟».
• «نستطيع أن نخرج معاً للتمشية، إن أردت ذلك».
• «أنا أشعر بما تشعر به الآن. فلقد كنت أبكي أيضاً وأنا في مثل سنك».
• «عندما تتوقف عن التنفيس عن نفسك بالبكاء، سأستمع إلى شكواك لنحلها معاً».
وأكدت كاتبة المقالة أن مثل هذه الصيغ تمنح الطفل شعوراً بالأمان وتعزز الترابط بينه وبين الأهل، كما شدّدت على ضرورة الاعتراف بمشاعر الطفل بدلاً من تجاهلها أو التقليل منها. بالتأكيد، البكاء هو جزء من تطور الجهاز العصبي، ويتيح للطفل تعلم تنظيم عواطفه بطريقة صحية وآمنة.
وحذرت المقالة من أن بعض العبارات الأخرى التي يستخدمها الأهل مثل «لماذا تبالغ؟» أو «لن تنجح إذا كنت ضعيفاً» يمكن أن تضعف الثقة لدى الطفل في مشاعره، وذلك لأنها تنمّ عن عدم قبول داخلي لما يشعر به. وبدلاً من ذلك، تنصح الخبيرة باستخدام وعبارات تُظهر التفهم والدعم مثل: «ما الذي تشعر به الآن؟»، أو «دعنا نناقش الأمر معاً». فمثل هذا الأسلوب لا يُعبّر فقط عن التعاطف، بل ينشئ حواراً يعكس احتراماً لذات الطفل وقدرته على التفكير.
وأوصت الطبيبة الأهل أيضاً بأن يبتعدوا عن العبارات التوبيخية خلال بكاء الطفل، مشددة على أن «التربية العاطفية والوجدانية تعتمد على اللغة التي نبني بها الجسور بيننا وبين أطفالنا: الكلمات التي تمنحهم الحماية والانتماء تشكّل أساساً لشخصية واثقة وعاطفية ناضجة، وليس التثبيط أو القمع».