اكتشاف مفتاح بيولوجي تستغله الخلايا السرطانية لتفادي الموت
اكتشف باحثون من جامعة روكفلر الأميركية مفتاحاً بيولوجياً جزيئياً في خلايا سرطان الثدي يعيد برمجة التعبير الجيني نحو النمو ومقاومة الإجهاد، وهو الأمر الذي يساعد الخلايا السرطانية على تفادي الموت، بل وعلى استمرار البقاء والازدهار في ظروف قاسية.
وإذ نشرت هذه الدراسة في دورية «نيتشر كيميكال بيولوجي» حديثاً، فإن نتائجها تفتح آفاقاً جديدة لتطوير علاجات سرطانية مستهدفة تستغل نقاط الضعف في هذه الآليات الحيوية.
وأوضح الدكتور ران لين، الباحث الأول في الدراسة، أن الآلية المكتشفة على مستوى النسخ الجيني تساعد الخلايا السرطانية على النجاة من الظروف المجهدة، واستهدافها يمكن أن يعطل آلية البقاء الرئيسية التي تعتمد عليها بعض أنواع السرطان.
ويتمحور الاكتشاف حول بروتين «إنزيم البوليميراز الثاني للحمض النووي الريبوزي» الذي يعمل مع «مجمع الوسيط» المكون من 30 وحدة فرعية لبدء عملية النسخ الجيني، حيث يلعب «MED1» دوراً حاسماً في هذه العملية الحيوية المعقدة.
وأكد البروفيسور روبرت رودر، رئيس المختبر، أن هذا المفتاح الجزيئي يتم بوساطة مجمع نسخ جيني عام مطلوب عادة لجميع الجينات المشفرة للبروتين، لكن الأمر الأكثر إثارة للدهشة أن وحداته الفرعية الفردية يمكن إعادة توظيفها لوظائف فسيولوجية متعددة، بما في ذلك وظيفة تسمح للخلايا السرطانية بالبقاء والنمو في بيئات عالية الإجهاد.
ويأمل الباحثون أن تساهم هذه الرؤى في تطوير أدوية مستقبلية، خصوصاً لسرطانات الثدي وربما أورام خبيثة أخرى تعتمد على إعادة البرمجة الجينية المحفزة بالإجهاد.