أحد معالم «فريج الشيوخ» وجزء من نسيجه العمراني

«الخليفة»... أقدم مساجد الكويت

تصغير
تكبير

- المسجد بُني في منتصف القرن الثامن عشر
- يغلب على الظن أن مؤسس المسجد هو الشيخ خليفة بن فاضل ابن خليفة الكبير
- تم تجديد المسجد في زمن الشيخ مبارك الصباح وسماه «جامع الحميدي»
- في نهاية 1902 صلّى فيه والي البصرة محسن باشا وحاشيته و150 من الجنود خلال زيارته للكويت

يُعد مسجد الخليفة جزءاً من النسيج العمراني في فريج الشيوخ، وهو معلم تراثي إسلامي، إذ يعتبر أقدم مساجد الكويت.

وبحسب ما جاء في سلسلة «معالم مدينة الكويت القديمة»، فإن مسجد الخليفة يقع على شارع السيف (شمالي المسجد الكبير حالياً)، وبني في منتصف القرن الثامن عشر. ويشير المؤرخ الشيخ محمد بن خليفة النبهاني في كتابة «التحفة النبهانية» إلى مؤسس المسجد ويقول: «جامع الخليفة أسسه أحد أفراد العائلة الخليفية حكام جزيرة أوال، وقيل آل فاضل أهل البحرين».

تأسيس المسجد

أسس هذا المسجد أحد أفراد أسرة آل خليفة في الكويت قبل رحيلهم إلى الزبارة ثم البحرين، حيث إن أكثر الدلائل تشير إلى أن الذي شيده هو الشيخ خليفة بن فاضل آل خليفة، وهو من فرع آل فاضل الذين اشتهروا بهذا الاسم في مملكة البحرين، وذلك لأن وقفية النخل على مسجد الخليفة بالكويت هي لآل فاضل، والدليل على ذلك ما ورد في نص الوقفية الذي أوقفه الشيخ خليفة بن فاضل العتبي على مسجد الخليفة. وتشير الوثيقة إلى أن «النخل الواقع في القطيف المسمى أبو كلبي في أم الحمام تبع سيحة الجش وقف لخليفة بن فاضل على مسجد الخليفة الكائن في الكويت، تصرف صافي مصالحة على إمام المسجد المذكور ومؤذنه وخطيبه، وذلك بواسطة المتولين على النخل المذكور وأولهم الموقف بنفسه، وآخرهم ناصر بن حمد (الفاضل)»، وجملة الذين تولوا الوقف المذكور أحد عشر شخصاً.

مكافآت

ويوضح النص أن مكافآت إمام المسجد ومؤذن المسجد وخطيبه كان يدفعها الشيخ خليفة بن فاضل في حياته، واستمر في ذلك إلى أن انتقل من سكنه في الكويت إلى الزبارة، وبعد وفاته انتقلت نظارة الوقف ومهمة توزيع غلة النخل إلى أبنائه وهم الشيخ راشد والشيخ علي والشيخ مبارك والشيخ محمد والشيخ فيصل، ومن بعدهم إلى أحفاده وهم أبناء الشيخ راشد كالشيخ عبدالرحمن والشيخ إبراهيم وأبناء الشيخ علي الشيخ حسن والشيخ ناصر وأبناء الشيخ مبارك كالشيخ خليفة والشيخ راشد، ومن ثم انتقلت إلى أبناء الأحفاد إلى أن وصلت إلى المشار إليهم في الوثيقة وهم: الشيخ حمود بن محمد آل فاضل (1229 هـ - بعد 1287 هـ) (1814 م- بعد 1870 م)، والشيخ عبدالله بن حمد بن مبارك بن خليفة بن مبارك بن خليفة بن فاضل ابن خليفة الكبير (1250 بعد 1301 هـ)، (1834 بعد 1884 م)، وأخيراً وصلت النظارة على الوقف إلى الشيخ ناصر بن حمد بن مبارك بن خليفة بن مبارك ابن خليفة ابن فاضل بن خليفة الكبير (1263 - بعد 1326 هـ) (1837 - بعد 1908 م).

«شاهد عيان»

ويؤكد هذه المعلومة قاضي البحرين الشيخ قاسم بن مهزع، وهو شاهد عيان، حيث ذكر بأنه شاهد أحفاد الشيخ خليفة بن فاضل من آل فاضل يصرفون غلة قلة النخل المذكور على القائمين بوظائف المسجد بالكويت في عام 1306 هجرياً، 1888 ميلادياً، ويقول: «لقد شاهدت صرف غلة النخل المذكور من حمود ابن محمد الفاضل وعبدالله ابن حمد آل فاضل على القائمين بوظائف المسجد المذكور».

«تسمية المسجد الأولى»

وبالتالي، فيغلب على الظن أن مؤسس المسجد هو الشيخ خليفة بن فاضل ابن خليفة الكبير. وأما عن نسبة المسجد إلى آل خليفة، فإن أسرة آل خليفة آنذاك لم تشتهر بعد بهذه التسمية وكذلك أسرة آل فاضل، وبالتالي فيظهر أن تسمية المسجد الأولى كانت بمسجد خليفة ثم نتيجة لهجرة أسرة آل خليفة ومن معهم من العشائر إلى بلدة الزبارة ثم فتح البحرين في عام 1197 هـ (1783 م)، فنسب المسجد إلى حكام البحرين آل خليفة.

«إنشاء المسجد»

وتشير الوثيقة إلى أن النخل الواقع في القطيف المسمى «أبو كلبي» في أم الحمام التابعة لسيحة الجش هي وقف خليفة بن فاضل على مسجد الخليفة الكائن في الكويت مؤرخة 20 محرم 1306هـ (29-9-1888). وفي ما يخص تاريخ إنشاء المسجد، فمن المرجح أنه تأسس بين عامي (1158-1178 هـ)، (1745-1764 م)، أي أن المسجد بني قبل خروج آل خليفة ومن معهم من الكويت إلى الزبارة في عام 1180 هـ أو 1182 هـ (1766 م أو 1768 م).

«الأئمة والمؤذنون»

ومن الأئمة الذين صلوا في هذا المسجد: الشيخ عبدالرحمن بن محمد ابن أحمد الفارسي وأخوه الشيخ عقيل والشيخ محمد بن أحمد الحرمي والملا يوسف حمادة والملا محمد بن ملا علي الابراهيم، وخطب فيه الشيخ عبدالعزيز قاسم حمادة وأخوه الشيخ علي والشيخ محمد بن أحمد بن حسين الفارسي. وبالنسبة إلى المؤذنين، فمنهم الملا عبدالوهاب بن محمد السنان والملا مبارك بو مجيد والملا يوسف بن راشد الضويحي والملا إبراهيم بو عائش من أهل عمان.

تجديد المسجد

تم تجديد المسجد في زمن الشيخ مبارك الصباح، إذ كان المسجد في أول أمره صغيراً، فبناه الشيخ مبارك من جديد وزاد عليه زيادات كبيرة، وكان ذلك في زمن السلطان عبدالحميد الثاني وسماه «جامع الحميدي»، وذلك عام 1319 هـ (1901 م). وفي نهاية عام 1319 هـ (1902 م)، زار الكويت والي البصرة محسن باشا وكان المسجد قد تم الانتهاء من بنائه، فصلى فيه محسن باشا وحاشيته المكونة من بعض أعيان البصرة وعدد 150 من الجنود الذين معه.

وقد جاء في وثيقة لأسرة العبدالجليل والمؤرخة في سنة 1314 هـ، 1897 م أن من أئمة مسجد الخليفة الشيخ عبدالرحمن بن أحمد بن رويشد المتولي دكان وقف على المسجد.

مصطلح

من المصطلحات في وثائق الوقف الكويتية وسجلات البلدية، «عاير».

يطلق مصطلح «عاير» على زوايا الطريق عند أطراف البيوت يتجمع عنده بعض كبار السن يتبادلون الأحاديث ويراقبون المارة، وأحياناً يجلس بالقرب من «العاير» بعض الباعة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي