التخزين الافتراضي في الحواسيب الحديثة ليس محصّناً ضد التلف

احذر البرمجيات الخفية... تستنزف محركات الأقراص الصلبة

تصغير
تكبير

كشفت دراسة أن محركات الأقراص الصلبة، التي أصبحت خيار التخزين الافتراضي في الحواسيب الحديثة بفضل أدائها السريع، ليست محصّنة ضد التلف.

فرغم سرعتها وقوتها، تعتمد هذه المحركات على خلايا ذاكرة فلاش حساسة تتآكل تدريجياً مع الاستخدام، وهو الأمر الذي يجعل العمر الافتراضي مصدر قلق لأي شخص يدير برامج تتطلب قراءة وكتابة مكثّفة.

وأوضحت الدراسة التي نشرها موقع «XDA Developers.com» أن تحمّل ذاكرة الـRAM في هذه المحركات يعتمد على عدد محدود من دورات البرمجة والمسح، وأن أنواعاً معيّنة من البرامج يمكن أن تستهلكها بسرعة أكبر.

ومن هذه البرامج: أدوات إعادة ترتيب الأقراص، مديري التنزيل المقسّم، اختبارات الأداء الاصطناعيّة، وبرامج تعدين العملات الرقميّة.

وبيّنت الدراسة أن إعادة ترتيب الأقراص التقليديّة، التي تفيد الأقراص الصلبة التقليديّة، لا توفّر أيّ فائدة أدائية لمحركات الأقراص الصلبة، بل تولّد كتابة غير ضروريّة هائلة.

وأشارت إلى مشكلات سابقة في برامج مثل نورتون، حيث أدت إلى تلف صحة المحركات في ويندوز، كما أكدت منتديات المجتمع.

وأفادت الدراسة بأن مديري التنزيل المقسّمين، خصوصاً عملاء «بيت تورنت»، يجمعون الملفات في قطع صغيرة ويعيدون كتابتها مع تغيّر التوافر، وهو الأمر الذي يولّد تدفقاً من الكتابات الصغيرة المتناثرة والتحديثات البياناتية، التي تزيد من التضخيم وتغذي الأعمال غير المتسلسلة التي تكرهها محركات الأقراص الاستهلاكيّة.

ومع انتشار ذاكرة QLC وغيرها ذات الكثافة العالية، يصبح هذا السلوك أكثر صعوبة على المحركات، حيث أشار تحديث إدارة ناند لعام 2025 من ريني لاب إلى أن محركات QLS لها قدرة أقل على التحمّل وتستفيد فعلاً من كتابات عشوائية أقل، وهو أمر ينتهكه أعمال التورنت بالتصميم.

ووفقاً للدراسة، فإن تعدين العملات الرقمية بالكاد يمس المحرك، لكن يجب عدم الخلط بينه وبين رسم العملات. فالتعدين، سواء على معالجات الرسومات أو أجهزة أسيك، يضغط على أجهزة الحوسبة ويولّد نشاطاً قرصياً أدنى.

أما رسم العملات، فهو تدفّق عمل مختلف تماماً يستخدمه عملات الإثبات بالمساحة مثل تشيا.

بدلاً من حساب الأرقام، ينشئ الرسم ملفات موقتة هائلة يجب كتابتها وفرزها وإعادة كتابتها مراراً، محولاً المحرك إلى حصان عمل. ويمكن أن ينتج هذا النوع من الأعمال تيرابايت عدة من الكتابات يومياً، وهو الأمر الذي يدفع المحرك خلال تصنيفات «تي بي دبليو» و«دي دبليو بي دي» بأشهر أو أسابيع بدلاً من سنوات.

ونوهت الدراسة بأن فهم قدرة المحرك على التحمّل هو أمر مهمّ للعمر الطويل، حيث يعود عمر المحركات الصلبة في النهاية إلى كمية البيانات المكتوبة عليها ومدى تكرارها.

وأشارت إلى مقياسيْن أساسيّيْن يفسّران ذلك: تيرابايت المكتوبة (تي بي دبليو) وكتابات المحرك اليوميّة (دي دبليو بي دي)، اللذيْن يقيسان الكميّة الإجمالية للبيانات التي يُصنف المحرك للتعامل معها وعدد كتابات المحرك الكاملة التي يمكنه تحمّلها يومياً على التوالي.

وفي الختام، أكدت الدراسة أن أدوات روتينية مثل إعادة الترتيب وعميل التورنت واختبارات الدوران يمكن أن تحرق هذه الحدود بسرعة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي