النوم في الضوء أم الظلام... أيهما أفضل لصحتك؟
يُعتبر النوم الجيد أمراً بالغ الأهمية للصحة العامة، حيث يسمح للجسم بالاسترخاء والإصلاح وتعزيز المناعة ووظائف الدماغ.
وأكدت الأبحاث الحديثة أن البيئة التي ننام فيها، وتحديداً مستوى الإضاءة، لها تأثير حاسم على صحة القلب والصحة الهضمية.
وأشار بحث حديث في هذا المجال إلى أن الظلام التام هو البيئة الأمثل للنوم، حيث يستفيد القلب منه بشكل أكبر.
وكشفت دراسة استمرت 10 سنوات أن الأشخاص الذين تعرّضوا للضوء أثناء نومهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض قلبية خطيرة.
ويفسر هذا التأثير بأن أي وجود للضوء أثناء النوم، حتى الضوء الخافت، يسبب إجهاداً للدماغ، وهذا يؤدي إلى التهاب الشرايين ويزيد من خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية على المدى الطويل.
كما أن التعرض للضوء الأزرق أو الساطع أثناء النوم يجعل الجسم يسيء تفسير ساعته البيولوجية (الإيقاع اليومي)، وهذا يمنع إنتاج هرمون الميلاتونين.
ويُعتبر الميلاتونين، الذي يُنتج في الظلام، ضرورياً لخفض ضغط الدم وتحقيق استرخاء القلب أثناء الليل. ويؤدي استمرار التعرض للضوء إلى ارتفاع ضغط الدم ليلاً، وهذا يخلق آثاراً سلبية على صحة القلب.
لذلك، يُنصح بتهيئة بيئة نوم مثالية تتسم بالظلام التام، وذلك من خلال استخدام ستائر معتمة، وإزالة جميع الأجهزة الإلكترونية ذات الشاشات الساطعة من غرفة النوم أو تغطية مصادر ضوئها، واستخدام قناع للعينين إذا لزم الأمر.
ويؤدي غياب الضوء إلى إنتاج الميلاتونين، وهذا يؤدي بدوره إلى انخفاض ضغط الدم، وتحسين جودة النوم، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأمراض المزمنة الأخرى.
وأكدت هذه الممارسات البسيطة على أن جودة النوم لا تتعلق فقط بالمدة، بل بالبيئة التي يتم فيها النوم.