عادة صباحية تسبب نوبات قلبية
كشف طبيب القلب النمسوي في مستشفى فيينا العام الدكتور هيغل، عن أن السبب الرئيسي وراء حدوث أكبر عدد من النوبات القلبية في الساعات الأولى من الصباح (بين 6 و10 صباحاً) ليس الطعام أو الإجهاد التقليدي، بل هو التحفيز المفاجئ الذي يتعرض له الجسم في الدقائق العشر الأولى بعد الاستيقاظ.
وأشار الدكتور هيغل، الذي درس أكثر من 12.000 حالة قلبية، إلى أن الطريقة العنيفة التي يبدأ بها الناس يومهم، مثل الاندفاع نحو الهاتف والتعرض للضوء الأزرق وقراءة الأخبار المجهدة قبل الحصول على الأكسجين الكافي، هي المحفز الرئيسي. ويحدث هذا في وقت يكون فيه الجسم، بسبب إيقاعه اليومي، يشهد ارتفاعاً طبيعياً في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب والكورتيزول (هرمون الإجهاد).
وتُظهر الأبحاث أن هذه الفترة الصباحية تشهد أعلى معدلات للنوبات القلبية، حيث تزيد احتمالية الخطر بنسبة تصل إلى 40 في المئة مقارنة بأوقات أخرى.
ويؤدي الارتفاع المفاجئ في الكورتيزول إلى انخفاض حاد في تباين معدل ضربات القلب، كما أظهرت بيانات أجهزة تخطيط القلب المستمرة للمرضى الذين تعرضوا لأحداث قلبية.
وأوضح الدكتور هيغل، أن المحفز ليس الجهد البدني، بل هو الصدمة العقلية الفورية التي يسببها الانخراط السريع في المهام والضغوط الرقمية. ويقول: «يحتاج الجهاز العصبي إلى خمس دقائق هادئة لإعادة الدخول في الجاذبية، لكننا نقدم له حرباً بدلاً من ذلك».
وشدد الدكتور هيغل، على أن النوبات القلبية ليست مجرد «فشل في السباكة» (مشاكل في الشرايين)، بل هي «أخطاء في الجدولة» (أخطاء في الروتين الصباحي). ولحماية القلب، يقترح الدكتور هيغل، روتيناً صباحياً لطيفاً:
1 - البقاء أفقياً لثلاثة أنفاس بطيئة.
2 - الجلوس تدريجياً.
3 - شرب الماء قبل التحدث أو تناول الكافيين.
4 - تأخير استخدام الشاشات لمدة عشر دقائق على الأقل.
وأظهرت نتائج تطبيق هذا الروتين لمدة ستة أسابيع على المرضى انخفاضاً في ضغط الدم الصباحي وتحسناً في «النغمة المبهمة» (Vagal Tone)، وهي درع مباشرة ضد إجهاد القلب. وأكدت هذه النصائح على أن التغييرات الصغيرة والواعية في الروتين الصباحي يمكن أن تقلل بشكل كبير من إجهاد القلب الصباحي وخطر النوبات القلبية، خصوصاً للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو أمراض القلب الموجودة مسبقاً.