بالقلم والمسطرة

على خطى السعودية!

تصغير
تكبير

من المهم التأكيد على التكامل الخليجي، وهو بمثابة تحدٍ مستمر والعالم من حولنا يمر بصراعات وأخطار متنوعة، وكل قطب دولي لديه أجندة خاصة به. لذا، فإن منطقة الخليج العربي هدف دائم للنزاعات الدولية والإقليمية أيضاً ودول مجلس التعاون لديها من الثقل الاقتصادي الكبير والموقع الجغرافي والإستراتيجي المهم، ومن ذلك امتلاكها لاحتياطيات النفط وهو(شريان) رئيسي للطاقة العالمية.

لذلك، فإن دول مجلس التعاون الخليجي يجب أن يكون لديها بمثابة (اللوبي) الاقتصادي والسياسي ليكون عاملاً مؤثراً ويكون بالقرب من دوائر صناعة القرار في العالم وبالتحديد في الدول الكبرى، وكذلك يجب استغلال عناصر القوة الخليجية نفسها والتي منها أيضاً امتلاك عدد من العواصم الخليجية لصناديق سيادية ضخمة بمئات المليارات من الدولارات والتي ترتبط بمصالح دولية واستثمارات عالمية ومتعمقة في تشغيل اقتصادات كثير من الدول منها في أوروبا وأميركا.

وقد كتبت مقالة بهذا السياق ونشرت في ديسمبر 2024، بعنوان (القبة الخليجية الحديدة !) وخلاصتها بأن قوة وتفعيل التكامل الخليج نفسه باستثمار عناصر القوة لديها حيث يؤدي بإذن الله بأن تكون لاعباً رئيسياً عالمياً ومؤثر دولياً، ويكون لديها نفوذ وتأثير اقتصادي وسياسي في القرار الدولي لتحقيق مصالحها ولمواجهة الأخطار المحتملة، وتمنيت أن يكون لدينا جيش خليجي موحد ومتطور لردع أي محاولة للمساس بأي دولة من دول الخليج ويكون لدينا بمثابة القبة الخليجية الحديدية، وليست للتعامل فقط مع السلاح التقليدي بل للحماية من الأخطار المختلفة ومنها الخطر النووي والخطر السيبراني لتكون بذلك درعاً وحماية.

وذكرت بتلك المقالة بالاستفادة من إيجابيات الاتحاد الأوروبي بحيث يتم تطبيق المفيد منها في دولنا وتجنب أي أخطاء حتى يتم البناء عليها في واقعنا الخليجي لتسريع التكامل لينتقل من التعاون إلى الإتحاد بإذن الله تعالى، فالاتحاد قوة وخصوصاً في زمن الصراعات وتقلبات المصالح في العالم (انتهى).

لذا، فتلك القبة درع وردع ولنستذكر الغارة الصهيونية التي حصلت على قطر وخصوصاً ونحن في زمن التسابق التكنولوجي والتسلح النوعي والذكاء الاصطناعي.

نقطة مهمة أخرى عن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي أخيراً إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث التقى بالرئيس ترامب في واشنطن، وكانت هذه الزيارة أكثر من مجرد بروتوكول دبلوماسي مميز إذ حملت في طياتها دلائل لتحوّل إستراتيجي في العلاقة بين الرياض وواشنطن، ويمكن تعريف الإيجابيات الرئيسية لهذه الزيارة على محاور عدة، منها الاقتصادية والاستثمارية والتكنولوجية والعسكرية، ومنها صفقة الطائرات الحربية (إف- 35)، وبالتالي ينتقل إطار التحالف التقليدي إلى تعاون إستراتيجي أعمق، وإضافة السعودية كحليف مهم خارج حلف الناتو.

والزيارة أكدت قوة السياسة والاقتصاد السعودي وتُعد نتائجها خطوة ستنعكس إيجاباً على استقرار المنطقة. وما حققته من مكاسب إستراتيجية يؤكد ضرورة التلاحم الخليجي الاقتصادي والعسكري، فالنموذج السعودي في بناء شراكات كبرى مع القوى العالمية يثبت أن القوة الإقليمية تبدأ من تنسيق المصالح المصيرية، وإذا سارت بقية دول مجلس التعاون على خطى السعودية، فسيصبح الخليج بإذن الله تعالى كتلة صلبة قادرة على التأثير الدولي وصنع توازنات عالمية وحماية نفسها. والله عزوجل المعين في كل الأحوال.

X@Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي