اعتمدت إعلاناً رغم المقاطعة والمعارضة الأميركية
مجموعة الـ 20 تدعو لسلام «عادل» و«دائم»... ولحماية إمدادات المعادن الحيوية من التوترات
- فيصل بن فرحان يُشدد على ضرورة الحد من التدفقات المالية العالمية غير المشروعة
اعتمدت قمة قادة مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى، إعلاناً يتناول أزمة المناخ وتحديات عالمية أخرى، تم إعداده من دون مشاركة الولايات المتحدة، في خطوة وصفها مسؤول في البيت الأبيض بأنها «مخزية».
ودعا القادة في إعلان مشترك، اليوم السبت، إلى «سلام عادل وشامل ودائم» في أوكرانيا والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وهذه هي الإشارة الوحيدة إلى أوكرانيا في النص المكون من 30 صفحة، في حين طغت الخطة الأميركية الخاصة بهذا البلد على جدول أعمال القمة، وسط تكثيف الأوروبيين مشاوراتهم لصوغ اقتراح مضاد.
كما أعلن القادة في البيان «نسعى إلى ضمان أن تكون سلسلة القيمة للمعادن الحيوية أكثر قدرة على تحمل الاضطرابات، سواء كانت ناجمة عن توترات جيوسياسية أو تدابير تجارية أحادية لا تتوافق مع قواعد منظمة التجارة العالمية أو مكافحة الأوبئة أو الكوارث الطبيعية».
وقال الناطق باسم رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، إن الإعلان، الذي تضمن عبارات عارضتها واشنطن، «لا يمكن إعادة التفاوض عليه»، ما يشير إلى التوتر بين بريتوريا وواشنطن في شأن القمة.
وأضاف «عملنا طوال العام من أجل هذا الإقرار، وكان الأسبوع الماضي حافلاً بالعمل».
وتضمن الإعلان، أسلوباً وعبارات لطالما رفضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، من بينها التأكيد على خطورة تغير المناخ والحاجة إلى التكيف معه بشكل أفضل، والإشادة بالأهداف الطموح لتوسيع استخدام الطاقة المتجددة، إضافة إلى الإشارة لمستويات خدمة الديون المرهقة التي تعاني منها البلدان الفقيرة.
واعتُبر ذكر تغير المناخ في الإعلان، تجاهلاً لترامب، الذي يشكك في التوافق الكبير بين العلماء على أن الاحتباس الحراري العالمي ناجم عن الأنشطة البشرية. وعبر المسؤولون الأميركيون عن رفضهم لأي إشارة إليه في الإعلان.
وفي كلمته الافتتاحية أمام قمة جوهانسبورغ، أكد رامافوزا، أهمية التعددية، بقوله «لا يمكن مواجهة التهديدات التي تعترضنا إلا من خلال التعاون والشراكات»، مؤكداً أن اعتماد القادة الحاضرين لإعلان مشترك سيُمثل «إشارة مهمة على أن التعددية قادرة على تحقيق نتائج، وهي تُحققها بالفعل».
وأضاف «يجب ألا نسمح لأي شيء بأن يقلل من قيمة ومكانة وتأثير أول رئاسة أفريقية لمجموعة العشرين».
وقال ترامب إن المسؤولين الأميركيين لن يحضروا القمة بسبب اتهامات، لا تحظى بمصداقية كبيرة، بأن حكومة الدولة المضيفة تضطهد الأقلية البيضاء لديها.
ورفض أيضاً جدول الأعمال المتمثل في تعزيز التضامن ومساعدة الدول النامية على التكيف مع الكوارث المناخية والانتقال إلى الطاقة النظيفة وخفض تكاليف ديونها المفرطة.
وتستضيف الولايات المتحدة قمة المجموعة عام 2026، وقال رامابوسا إنه سيتعين عليه تسليم الرئاسة الدورية إلى «مقعد فارغ».
ورفضت رئاسة جنوب أفريقيا عرض البيت الأبيض إرسال القائم بالأعمال الأميركي لتسلم رئاسة المجموعة.
فيصل بن فرحان
من جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، «أهمية دور مجموعة العشرين في قيادة الجهود الدولية لتعزيز التنسيق بين السياسات الاقتصادية العالمية والنمو المتوازن»، مشيراً إلى أن المملكة تشدد على ضرورة الحد من التدفقات المالية غير المشروعة.
وأضاف أن «تعزيز قدرة الدول على تسخير مواردها المحلية بكفاءة من العوامل الأساسية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي».
وتابع أن «المملكة ماضية في بناء استثماراتها المستدامة»، و في العمل على بناء اقتصاد عالمي أكثر تكاملاً واستدامة من خلال شراكاتها الفاعلة على المستوى الدولي».
ماكرون
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن المجموعة، باتت «في خطر» في ظل «الصعوبة البالغة» في مساعيها لمعالجة الأزمات الدولية، مشيراً إلى أن «مجموعة العشرين قد تكون على مشارف نهاية دورة».
وأضاف «لا يمكن أن يتحقق الاستقرار في الشرقين الأدنى والأوسط طالما لم تكن هناك مكافحة فعّالة للإرهاب، مع احترام سيادة كل الشعوب أيضا».
وتطرق أيضا إلى الأزمات في السودان ومنطقة البحيرات الكبرى في أفريقيا، مؤكداً أنه «من الضروري للغاية أن نظهر أننا نتخذ إجراءات ملموسة لإحياء هذا المنتدى وتقديم حلول جماعية لاقتصاداتنا حول هذه الطاولة».
وتضم مجموعة الـ 20، 19 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، وتمثل 85 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ونحو ثلثَي سكان العالم.