محمد بن سلمان زار الكونغرس... واتفاقيات جديدة بمئات مليارات الدولارات في منتدى الاستثمار

الشراكة السعودية - الأميركية تطلق «عصر الذكاء»... تُرسّخ التعاون الدفاعي وتُمهّد لمحطة نووية في المملكة

ترامب ومحمد بن سلمان خلال صورة جماعية في مركز كينيدي              (رويترز)
ترامب ومحمد بن سلمان خلال صورة جماعية في مركز كينيدي (رويترز)
تصغير
تكبير

- محمد بن سلمان: نحن لا نخلق فرصاً زائفة لإرضاء أميركا أو من أجل ترامب... واتفاقياتنا تتناسب مع إستراتيجيتنا الاستثمارية
- وضعنا أسس تعزيز الشراكة التاريخية واستبشر بفصل جديد ضخم في العلاقات
- سننفق في الأجل القصير نحو 50 مليار دولار على احتياجاتنا من أشباه الموصلات
- ترامب: أنا والقائد الجريء جعلنا التحالف أقوى مما مضى
- المملكة أكبر حليف من خارج «الناتو»... وقد نتوصل لاتفاق مع إيران قريباً

فتحت زيارة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى واشنطن، «فصلاً جديداً عظيماً» في العلاقات الإستراتيجية السعودية - الأميركية، وعزّزت أسس «شراكة بلا حدود» بين الحليفين التاريخيين، حيث خصّ دونالد ترامب، ولي العهد، بمراسم استقبال رسمية هي الأرفع لأي ضيف حلّ على البيت الأبيض منذ تسلّم الرئيس الأميركي ولايته الثانية في يناير الماضي، وصنّف المملكة حليفاً رئيسياً من خارج حلف «الناتو»، واصفاً السعوديين بأنهم «مفاوضون رائعون».

وبينما وقع الرئيس الأميركي وولي العهد، خلال حفل العشاء في البيت الأبيض، مساء الثلاثاء، على عدد من الاتفاقيات والمذكرات الثنائية، شملت الشراكة الإستراتيجية للذكاء الاصطناعي وعلى اتفاقية الدفاع الإستراتيجي و«إعلاناً مشتركاً بشأن استكمال مفاوضات التعاون النووي المدني»، شهد منتدى الاستثمار الأميركي - السعودي بمركز كينيدي في واشنطن، إطلاق اتفاقيات جديدة بمئات مليارات الدولارات.

وأمام منتدى الاستثمار، اليوم الاربعاء، قال ولي العهد، «وضعنا أسس تعزيز الشراكة التاريخية». ودعا إلى اغتنام الفرص الجاذبة التي توفرها الشراكة، مشيراً إلى أن البلدين سيوقعان اتفاقات استثمارية بالدفاع والطاقة والذكاء الاصطناعي.

من جانبه، وصف ترامب، ولي العهد بإنه «قائد جريء ملتزم بتعزيز العلاقات الثنائية».

وقال: «أنا والأمير محمد بن سلمان جعلنا التحالف أقوى مما مضى وسنوقع اتفاقات بـ 270 مليار ستوقع اليوم (الأربعاء بتوقيت واشنطن) بين قطاعات أميركية وسعودية كما نملك أفضل الأنظمة العسكرية وسنزود السعودية بها».

وأضاف أن «السعودية أكبر حليف من خارج حلف الناتو»، مؤكداً «نملك أفضل الأنظمة العسكرية وسنزود السعودية بها».

وفي شأن طهران، قال ترامب «قد نتوصل لاتفاق مع إيران قريباً».

وفي وقت سابق، زار ولي العهد، مبنى الكونغرس، حيث التقى رئيس مجلس النواب مايك جونسون، واجتمع بعدد من الأعضاء.

وكان محمد بن سلمان، أكد خلال العشاء الرسمي مساء الثلاثاء في البيت الأبيض، أن أمام الرياض وواشنطن فرص مشتركة عظيمة، قائلاً «أفق التعاون الاقتصادي مع أميركا كبير جداً».

وأشاد بـ «التداخل المهم» في مختلف المجالات، متوقّعاً إبرام «الكثير من الاتفاقيات التي تضيف قيمة للاقتصاد الأميركي ولنا في السعودية».

ووصف الفرص المتاحة بـ «الضخمة»، متوقّعاً أن «تتعمق في العقود القليلة المقبلة»، ومستبشراً بـ «فصل جديد ضخم في هذه العلاقة التي ستضيف قيمة لنا ولهم (الأميركيين)».

وأضاف «هناك الكثير من الفرص الحقيقية التي تناسب احتياجاتنا... وإستراتيجيتنا الاستثمارية».

وأكد «نحن لا نخلق فرصاً زائفة لإرضاء أميركا أو من أجل ترامب. إنها فرص حقيقية».

وتابع «على سبيل المثال، عندما تسأل عن الذكاء الاصطناعي والرقائق، لدى السعودية طلب هائل على قدرة الحوسبة، وسننفق في الأجل القصير نحو 50 مليار دولار على احتياجاتنا من أشباه الموصلات».

ولفت إلى أن «الاتفاق الذي سنبرمه مع الأميركيين، سيسمح لنا بتركيز تلك القدرة الاستهلاكية في المدى القصير بـ50 ملياراً من أميركا، وعلى المدى الطويل بمئات المليارات».

من جهته، وصف ترامب الأمير محمد بن سلمان بـ«الصديق والرجل ذي الرؤية الرائعة».

وقال خلال العشاء «يسعدني أن أعلن أننا سنرتقي بتعاوننا العسكري إلى مستويات أعلى بتصنيف السعودية رسمياً حليفاً رئيسياً من خارج الناتو».

يذكر أن هذا التصنيف لم تحصل عليه إلا 19 دولة أخرى.

وأكد أن واشنطن والرياض ستزيدان من التنسيق العسكري بينهما باعتبار الرياض حليفاً رئيسياً، مثمناً لولي العهد دوره في التوصل لاتفاق غزة.

وأضاف «نحن قريبون من تحقيق السلام في الشرق الأوسط الشراكة الكبيرة مع السعودية ستمضي قدماً بمصالح البلدين».

وتؤكد الاتفاقية أن الرياض وواشنطن «شريكان أمنيان قادران على العمل المشترك لمواجهة التحديات والتهديدات الإقليمية والدولية، بما يعمّق التنسيق الدفاعي طويل الأجل، ويعزّز قدرات الردع ورفع مستوى الجاهزية، إلى جانب تطوير القدرات الدفاعية وتكاملها بين الطرفين».

كما تضع إطاراً متيناً لشراكة دفاعية مستمرة ومستدامة، تسهم في تعزيز أمن واستقرار البلدين.

وفي السياق، أعلن البيت الأبيض، أن المملكة التزمت شراء ما يقرب من 300 دبابة قتالية أميركية الصنع، ضمن حزمة أوسع من الاتفاقيات الدفاعية التي نوقشت خلال الزيارة.

وكان الرئيس الأميركي أكد في وقت سابق موافقته على بيع الرياض مقاتلات «إف - 35».

كما شملت الشراكة الإستراتيجية للذكاء الاصطناعي، التوقيع على البيان المشترك لاستكمال المفاوضات بشأن التعاون في الطاقة النووية المدنية، والإطار الإستراتيجي للشراكة في تأمين سلاسل الإمداد لليورانيوم والمعادن والمغانط الدائمة والمعادن الحرجة.

ويهدف هذا الاتفاق، بشكل رئيسي، إلى دفع عجلة ما يُعرف بـ«عصر الذكاء»، والعمل على ترسيخ مكانة المملكة بصفتها قوة عالمية رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي. وتكمن أهميته في أنه يمنح المملكة إمكانية الوصول إلى الأنظمة الأميركية المتقدمة عالمياً.

وعقب توقيع وثيقة شراكة الذكاء الاصطناعي، أكد وزيرا الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والأميركي ماركو روبيو في بيان مشترك أن هذه الشراكة الإستراتيجية تشمل بناء وتطوير البنى التحتية المتقدمة للذكاء الاصطناعي، وتنمية القدرات الوطنية، وتوسيع رقعة الاستثمارات النوعية لتعزيز الإنتاجية والابتكار، والنمو والازدهار، وتحقيق عوائد اقتصادية واجتماعية للبلدين.

كما أنهت الرياض وواشنطن مفاوضاتهما بشأن اتفاق طال انتظاره لتقاسم التكنولوجيا النووية، حيث وقع وزيرا الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان والأميركي كريس رايت، «إعلاناً مشتركاً بشأن استكمال مفاوضات التعاون النووي المدني».

وقال رايت إن الاتفاق يتعلق ببناء محطة طاقة نووية كبيرة في السعودية.

وأوضح «يتعلق الأمر بالاستخدام المدني للطاقة النووية، ولا يتعلق بالتخصيب. ولا يتعلق بأي شيء له صلة بالأسلحة. يتعلق فحسب بتوليد الكهرباء، كهرباء آمنة وموثوقة وبأسعار معقولة».

كذلك تضمنت الاتفاقيات الموقعة، تسهيل إجراءات تسريع الاستثمارات السعودية، وترتيبات الشراكة المالية والاقتصادية من أجل الازدهار الاقتصادي، بجانب الترتيبات المتعلقة بالتعاون في قطاع هيئات الأسواق المالية، فضلاً عن مذكرة تفاهم في مجال التعليم والتدريب، وأخرى تعنى بمعايير سلامة المركبات.

تعزيز السلام والاستقرار العالميين

وصف وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، توقيع اتفاقية الدفاع الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والسعودية، بانها تؤكد التزام البلدين الراسخ بتعميق شراكتهما الاستراتيجية، وتعزيز الأمن الإقليمي، وتعزيز السلام والاستقرار العالميين.

ترامب يشيد بالسفيرة السعودية

أشاد الرئيس دونالد ترامب بالسفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، قائلاً «إنها رائعة للغاية في تمثيل بلادها».

وكانت الأميرة ريما، عدت زيارة ولي العهد رئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان لواشنطن، «فصلاً جديداً في العلاقات بين البلدين»، و«ستواصل الارتقاء بالعلاقة الاستراتيجية نحو آفاق أوسع، وتساهم في الاستقرار العالمي، وستحقق تطلعات قيادات الشعبين وتعزز المصالح المشتركة».

لوتنيك: السعودية شريك إستراتيجي لضمان أمن سلاسل الإمداد العالمية

أكد وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك أن العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية تمرّ بمرحلة غير مسبوقة من النمو والتطور، واصفاً يوم الثلاثاء، بأنه «يوم تاريخي» في مسار الشراكة التي بدأت قبل نحو 90 عاماً.

وقال في افتتاح منتدى الاستثمار الأميركي - السعودي إن العلاقات بين البلدين لم تشهد في أي وقت مضى هذا المستوى من الزخم، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية تمثل «عهداً ذهبياً» للتعاون الاقتصادي والاستثماري بين واشنطن والرياض.

وشدد على أن الولايات المتحدة ترى في السعودية شريكاً إستراتيجياً محورياً، ليس فقط على صعيد الاستثمار، بل أيضاً لضمان أمن واستقرار سلاسل الإمداد العالمية، في ظل التحديات الدولية الراهنة.

ولفت إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد توسيع التعاون في قطاعات التكنولوجيا والطاقة والبنية التحتية والابتكار.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي