السيولة قفزت في جلسة اليوم 43 %
موجة هبوط تضرب الأسواق إقليمياً وعالمياً وبورصة الكويت تفقد... 378 مليون دينار
- الظفيري: التراجع نفسي ولا تأثير لمراجعة «MSCI» المرتقبة
- دياب: الكويت غير منكشفة على أسهم التكنولوجيا بشكل واسع
انخفضت المؤشرات الرئيسية لبورصة الكويت في ختام تعاملات اليوم الثلاثاء، لتخسر القيمة السوقية نحو 378 مليون دينار، مستقرة عند 52.557 مليار مقابل 52.935 مليار في الجلسة السابقة.
وجاء هذا الأداء متزامناً مع موجة هبوط واسعة في الأسواق الإقليمية والعالمية، وسط موجة التراجعات التي ضربت أسهم التكنولوجيا العالمية، مع مخاوف المستثمرين من احتمال عدم خفض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي للفائدة في اجتماعه المرتقب.
ورغم الهبوط العنيف في بداية جلسة اليوم الذي لامس 2 %، فإن السوق تمكّن لاحقاً من امتصاص معظم هذه الضغوط ليغلق السوق العام منخفضاً 0.72 %، وتراجع مؤشر السوق الأول 0.7 %، وهبط «الرئيسي» 0.8 %، فيما انخفض «الرئيسي 50» بنسبة 0.95 %.
وشهدت جلسة اليوم نشاطاً لافتاً في التداولات، حيث ارتفعت السيولة 43 % إلى 128.76 مليون دينار، وصعدت الكميات المتداولة 64.4% إلى 722.50 مليون سهم، فيما زادت الصفقات 61% إلى نحو 38.18 ألف صفقة، وسجّلت 10 قطاعات انخفاضاً بقيادة قطاع التكنولوجيا الذي تراجع 5.41 %، بينما تمكن التأمين والخدمات الاستهلاكية من تسجيل مكاسب طفيفة بلغت 0.14 % و0.05 % على التوالي، في حين استقر قطاع الرعاية الصحية دون تغيير.
وخليجياً تأثرت معظم أسواق المنطقة بالموجة العالمية، إذ انخفض مؤشر دبي 1 %، وتراجع مؤشر أبوظبي 0.3 %، بينما خسر مؤشر قطر 1.09 %، وهبط مؤشر البحرين بنحو 8.6 نقاط، في المقابل، ارتدّ مؤشر السعودية «تاسي» صعوداً بنسبة 0.4 % بعد وصوله إلى أدنى مستوى خلال الجلسة.
وتواصلت موجة الهبوط في الأسواق العالمية أمس، حيث خسر مؤشرا نيكاي 225 وكوسبي أكثر من 3 %، بعد تراجعات حادة في وول ستريت نتيجة هبوط أسهم إنفيديا وسائر شركات الذكاء الاصطناعي، وانخفضت الأسهم الأوروبية إلى أدنى مستوى في أسبوع ليتراجع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي
1.1 % إلى 565.4 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ 7 نوفمبر، كما هبطت بورصات رئيسية أخرى في أوروبا مثل بورصتي ألمانيا وفرنسا بأكثر من 1.2 % لكل منهما.
رد فعل
من ناحيته، قال نائب رئيس مساعد في وحدة بحوث الاستثمار بالشركة الكويتية للاستثمار، فوزي الظفيري، لـ«الراي» إن تراجعات بورصة الكويت جاءت كرد فعل مباشر للتراجعات الحادة في الأسواق العالمية، وذلك بفعل توقعات استمرار تشدد الفيدرالي الأميركي وعدم خفض الفائدة قريباً، مشيراً إلى أن ما حدث هو تأثير نفسي بالدرجة الأولى، موضحاً أن السوق تراجع بنحو 2% في بداية الجلسة قبل أن يقلّص الخسائر سريعاً، ما يعكس قوة شهية المخاطرة ووجود سيولة داعمة.
وأضاف أنّ دخول السيولة الأجنبية منذ بداية 2025 عزز متانة السوق، مشيراً إلى أنه لا توجد أي تغييرات منتظرة في مراجعة «MSCI» هذا الشهر، وبالتالي لا يوجد تأثير فني أو هيكلي على وضع السوق.
ولفت الظفيري، إلى أن موجة التراجع في الأسواق العالمية جاءت نتيجة القلق من تضخم فقاعة استثمارات الذكاء الاصطناعي، خصوصاً بعدما قادت شركات التكنولوجيا الأميركية مثل «إنفيديا» موجة الهبوط الأيام الأخيرة، موضحاً أن الحذر ساد الأسواق قبل صدور بيانات اقتصادية أميركية مؤجلة قد تقدم إشارات على التوقيت الذي سيخفض فيه «الفيدرالي» أسعار الفائدة إلى جانب تراجع أسعار النفط الذي أثر سلباً على ثقة المستثمرين.
تراجع متوقع
من جهته، أفاد نائب رئيس أول في إدارة البحوث والإستراتيجيات الاستثمارية في «كامكو إنفست»، رائد دياب، ان التراجعات الحالية طبيعية ومتوقعة بعد الارتفاعات الكبيرة منذ بداية العام، مشيراً إلى أن المستثمرين بدأوا جني الأرباح تزامناً مع موسم تقييم النتائج المالية لفترة الـ9 أشهر.
وأكد دياب، أن الأساسيات الاقتصادية في الكويت متينة، سواء للقطاعات المصرفية أو المالية أو العقارية، وأن بورصة الكويت من الأفضل أداءً في المنطقة والعالم خلال العام الحالي، ما جعل تأثير الموجة العالمية أقل حدة محلياً، مشيراً إلى أن الكويت لا تمتلك انكشافاً واسعاً على أسهم التكنولوجيا، ما خفف من حجم التراجع مقارنة بأسواق أخرى مثل دبي وقطر التي ترتبط بشكل أكبر بشركات الذكاء الاصطناعي.