النوم في «العَراء»... يضبط الساعة البيولوجية ويُعزّز الصحة العامة
كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون متعددو الجنسيات في مجال الصحة والأنثروبولوجيا عن أن قضاء ليلة واحدة من النوم في العراء (الهواء الطلق) وسط ظروف مناسبة يمكن أن يُعيد ضبط الساعة البيولوجية للجسم من خلال استعادة التوازن إلى «إيقاع السيركاديان» بشكل طبيعي وفعّال، وهو الأمر الذي يُساهم في تحسين جودة النوم وتعزيز الصحة العامة بشكل ملحوظ.
وأكد فريق الباحثين الدوليين أن التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال فترتي ما بعد الفجر وما قبل الغروب، بعيداً عن التلوث الضوئي الذي تُعاني منه المدن الحديثة، يساعد في مزامنة الإيقاع اليومي للجسم مع دورة الطبيعة.
ووفقاً لنتائج الدراسة المنشورة في «الدورية الدولية لعلوم النوم»، أبدى المشاركون في هذه التجربة تحسّناً ملحوظاً في مستويات هورمون «الميلاتونين» بنسبة وصلت إلى 30 في المئة، كما انخفضت مستويات «الكورتيزول» لديهم بشكل كبير.
ويُعتبر هذا الاكتشاف مهماً جداً في عصرنا الحالي، حيث يُعاني أكثر من 60 في المئة من سكان المدن من اضطرابات النوم المختلفة وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية.
وفي الآتي توضيح لفوائد النوم في الهواء الطلق التي أثبتتها هذه الدراسة علمياً:
• إعادة ضبط الساعة البيولوجية: التعرض للضوء الطبيعي يُعد أقوى محفز طبيعي لهورمون «الميلاتونين» المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ.
• تحسين جودة النوم: يؤدي النوم في الهواء الطلق إلى زيادة عمق النوم وتقليل عدد مرات الاستيقاظ ليلاً بنسبة تصل إلى 30 في المئة.
• تعزيز الصحة النفسية: الارتباط بالطبيعة يقلل من مستويات التوتر والقلق، ويزيد من إفراز هورمون «السيروتونين» المعزز للسعادة.
• تنظيم الهورمونات: يساعد في تنظيم مستويات «الكورتيزول» وهورمونات التوتر الأخرى في الجسم.
وتوصي الدراسات الحديثة ذات الصلة الراغبين في تجربة هذه الطريقة بالبدء تدريجياً، واختيار مواقع آمنة ومعروفة، والاستعداد للتقلبات الجوية المحتملة، حيث يمكن أن تكون هذه التجربة بمثابة «إعادة ضبط» طبيعية للجسم والعقل. كما يُنصح باستشارة الطبيب قبل الخضوع لهذه التجربة للأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية أو حساسية موسمية، مع التأكيد على أهمية الاستمرارية للحصول على أفضل النتائج على المدى الطويل.