قد تكون سبباً رئيسياً في استمرار أعراض المرض «طويل الأمد»
اكتشاف تراكيب غريبة في دم مرضى «كوفيد»
أظهرت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين الطبيين بقيادة العالِم الوراثي ألان تييري من جامعة مونبلييه في فرنسا وجود تراكيب مجهرية غير طبيعية في دم مرضى «كوفيد طويل الأمد»، قد تكون سبباً رئيسياً في استمرار أعراض المرض مثل التعب الشديد وضباب الدماغ.
أجرى الباحثون تحليلاً دقيقاً لعينات دم 50 مريضاً يعانون من أعراض «كوفيد طويل الأمد» مقارنة بـ38 شخصاً سليماً من فرنسا وجنوب أفريقيا، مستخدمين تقنيات متقدمة مثل التدفق الخلوي التصويري والمجهر الفلوري.
وكشفت النتائج عن زيادة هائلة في عدد الجلطات الدقيقة (microclots) في دم المرضى، حيث كانت أكثر بـ19.7 مرة من المتوسط في الأشخاص الأصحاء، كما كانت هذه الجلطات أكبر حجماً.
بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت مستويات شبكات العدلات خارج الخلايا (NETs)، وهي هياكل لزجة من الحمض النووي والإنزيمات تفرزها خلايا الدم البيضاء لمحاصرة الميكروبات، لكنها عند استمرارها قد تعيق تدفق الدم وتسبب مشاكل صحية.
وأظهرت الدراسة للمرة الأولى أن هذه الشبكات (NETs) تكون مدمجة داخل الجلطات الدقيقة، ما يجعلها أكثر مقاومة لتفككها عبر العمليات الطبيعية في الجسم، وهو ما قد يفسر استمرار الأعراض لفترات طويلة.
هذه العلاقة بين الجلطات الدقيقة وشبكات العدلات قد تمثل علامة حيوية جديدة يمكن استخدامها لتشخيص «كوفيد طويل الأمد»، حيث تمكنت خوارزمية ذكاء اصطناعي من التمييز بين مرضى «كوفيد طويل الأمد» والأصحاء بدقة بلغت 91 في المئة.
ورغم أن هذه النتائج واعدة، إلا أن الباحثين يؤكدون الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد العلاقة السببية بين هذه التراكيب الدموية والأعراض المستمرة، ما قد يفتح آفاقاً لعلاجات جديدة تستهدف هذه التغيرات الفيزيولوجية.