بالقلم والمسطرة

«عافية» مرة أخرى!

تصغير
تكبير

التأكيد على تحسين الأداء وإيجاد الحلول أمران مهمان لكل شخص، فما بالك لجهة أو مؤسسة مثل التأمينات الاجتماعية والتي لديها دور مهم و إيجابي، حيث إن الهدف المرتبط بها هو توفير الأمان المالي والاجتماعي للمواطنين العاملين والمتقاعدين وضمان حقوقهم.

والمؤسسة لديها تطبيق إلكتروني يسمى «ذخر» والكلمة تعني باللهجة العامية (الحماية أو المدخر أو الشخص الموثوق به، وتستخدم الكلمة بالمعنى ذاته خاصة لوصف الشخص الذي يعتبر قوّة للبلاد وسنداً ودعماً لها). وللعلم، فإن صافي أرباحها عن السنة المالية 2024/ 2025 حوالي 1.6 مليار دينار كويتي، لذا فهي كيان استثماري ناجح لذلك.

ومن وجهة نظري، فأنا أقترح إنشاء مستشفى نوعي ومميز عن طريق المؤسسة نفسها لتوفير الرعاية الطبية للمتقاعدين على غرار مستشفى النفط والذي يخدم القطاع النفطي والمستشفى العسكري على أن تكون تكلفة ذلك المستشفى المقترح باستثمار جزء من أرباح التأمينات في مشروع وطني صحي تكافلي وربحي أيضاً في الوقت نفسه، وهو أشبه بـ كرت «عافية» مرة أخرى، ولكن بطريقة مبتكرة وإشراف المؤسسة نفسها مع دعم الحكومة وهي صاحبة القرار ووزارة الصحة بالطبع.

وذلك لمزيد من الشفافية والرقابة حتى يكون الوضع أشبه بطريق يعوّض المتقاعدين عن إلغاء بطاقة «عافية» للأسباب السلبية التي صاحبت هذا الكرت، وفي الوقت ذاته يتم تلافيها والتركيز على الجانب الإيجابي في الموضوع، بحيث يكون المستشفى اجتماعياً وتكافلياً وربحياً أيضاً، فهو يخدم المتقاعدين مجاناً أو بأسعار رمزية في حالات معينة، ويقدم خدماته لبقية المواطنين والمقيمين برسوم تجارية حاله حال المستشفيات الخاصة في دولة الكويت، وربما أقل لمزيد من الإقبال فتعود أرباحها إلى صندوق التأمينات لدعم استدامة المعاشات التقاعدية ويساهم في مصاريف وتكاليف المستشفى، وبذلك فإن المشروع يجمع بين البعدين الإنساني والاقتصادي ضمن نموذج مجاني للبعض وتجاري مع البعض الآخر، إذ يضمن رعاية صحية مستقرة لشريحة المتقاعدين الذين أفنوا سنواتهم في خدمة الوطن ويخفف العبء على القطاع الصحي الحكومي، وفي الوقت نفسه كذلك، يحقق عائداً استثمارياً مستداماً للمؤسسة والإدارة للمستشفى عن طريق شركة تشغيل متخصصة تضمن الكفاءة.

ويساهم هذا الأمر كذلك في توظيف الكفاءات الوطنية الطبية ويوفر الكثير من فرص العمل الأخرى، لتتحول -إذا حصل هذا الاقتراح- أرباح التأمينات من أرقام مالية فقط إلى قيمة إنسانية واقتصادية حقيقية مضافة للمجتمع.

إن هذا المشروع هو أكثر من مجرد فكرة، إنه رؤية لمستقبل مشرق تلتقي فيه التنمية الاجتماعية التكافلية بالاستثمار الاقتصادي الوطني. فهو يمثل دخلاً مستداماً للمؤسسة ونموذجاً للاستثمار الاجتماعي الذكي. مع التنويع ويسهم في تقليل الإنفاق الحكومي على العلاج بالخارج، ورفع جودة الرعاية الصحية للمواطنين عامةً وللمتقاعدين على وجه الخصوص. والخلاصة فإن الربح الحقيقي يكون بربح القيمة التي تضيف للمجتمع مزيداً من التقدم والراحة والأمان العلاجي والاجتماعي لما فيه صالح الوطن والمواطنين، والله عزوجل المعين في كل الأحوال.

X@Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي