المنطقة الحرة

تحرير الجزر واستثمارها سياحياً

تصغير
تكبير

شعور جميل أن نشاهد في هذه الفترة تزايد أعداد الزوار من الأشقاء العرب والخليجيين، إضافة إلى السائح الأجنبي، بالتزامن مع انفتاح الكويت على السياحة واعتماد تسهيلات كبيرة في هذا المجال. ومما يضاعف جمال المشهد اعتدال طقس الكويت خلال هذه الفترة، الأمر الذي يجعلها وجهة واعدة إذا ما تم استثمار مقوماتها بطريقة صحيحة.

في عالم السياحة، تُبرز كل دولة ما تمتلكه من ميزات طبيعية وجغرافية، والكويت تمتلك جُزراً تُعد من الأجمل في المنطقة، كما أن فصل الصيف لدينا هو الأطول بين المواسم، بما يمنح فرصة استثمارية ذهبية. إلا أن فكرة تطوير هذه الجزر وتحويلها إلى وجهة سياحية مازالت أسيرة البيروقراطية وطول الإجراءات. وهنا يأتي دور الحكومة في دعم مساعي القائمين على ملف السياحة، خصوصاً مع توجهها الواضح نحو تعزيز السياحة العائلية واستقطاب مشاريع كبرى مثل (ديزني لاند) وتوفير البيئة التمكينية اللازمة لها.

إن استغلال الجزر الكويتية يتسق مع الإطار العام للدولة الرامي إلى تنويع مصادر الدخل، ويتماشى مع توجهات إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني. وقد أبدت لجنة السياسات العامة والتنمية الإدارية في المجلس الأعلى للتخطيط رؤية واضحة تضمن دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بما يخلق فرص عمل حقيقية للشباب الكويتي المتعطش للإنجاز وخدمة الوطن.

إن بناء اقتصاد رديف يدعم موارد الدولة، ويوفر بيئة حاضنة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، أصبح توجهاً عالمياً تتبناه كبرى الاقتصادات. والكويت اليوم تعيش مرحلة مميزة من تاريخها، عنوانها لرغبة في الإنجاز والعمل الجاد لخدمة الوطن والمواطن. وهذا يتطلب إشراك الشباب في صناعة القرار ومنحهم الفرصة لتحمّل مسؤولياتهم الوطنية، وضخ دماء جديدة قادرة على مواكبة متطلبات العصر ورسم ملامح المستقبل.

كما أن انخفاض أسعار النفط يُعد فرصة يجب استغلالها لإعادة هيكلة الاقتصاد، وفتح المجال أمام المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وخلق فرص عمل للشباب، وتحسين بيئة الأعمال، ورفع مستوى التنافسية. كل ذلك سيعيد تشكيل الاقتصاد المحلي ويعزز الثقة في المناخ الاستثماري، ويفتح الباب أمام استقطاب رؤوس الأموال المحلية والأجنبية بما يخدم الاقتصاد الوطني ويوفر مداخيل جديدة للدولة.

ويأتي مشروع تطوير الجزر كخطوة أولى في الاتجاه الصحيح نحو تحسين وتنويع مصادر الدخل، وهو تأكيد إضافي على ضرورة دعم الشباب وإشراكهم في بناء مستقبل الكويت. فاستغلال الجزر الكويتية الشرقية الخمس -بوبيان، فيلكا، وربة، مسكان، وعوهة- سيسهم في إقامة منطقة اقتصادية حرة متكاملة ومتعددة المجالات، لتكون بوابة اقتصادية وثقافية للكويت والخليج، تدعم الاقتصاد وتعزز التنافسية الإقليمية والعالمية.

إن تحويل هذه الجزر إلى مناطق رئيسية ذات طابع فريد وأنشطة اقتصادية وسياحية متخصصة سيغيّر المعادلة الاقتصادية في المنطقة، ويعيد ثقة المستثمرين، ويجذب الأموال المهاجرة، ويفتح الباب واسعاً أمام المستثمر الأجنبي.

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي