تحذير من وكالة الطاقة الدولية
العالم غير مستعد لطفرة استهلاك الطاقة الكهربائية المقبلة
أصدرت «وكالة الطاقة الدولية» تحذيراً في تقريرها السنوي «توقعات الطاقة العالمية» من أن العالم غير مستعد لمواجهة الارتفاع الهائل في الطلب على الكهرباء الذي سيشهده العقد المقبل، مشيرة إلى أن هذه الطفرة «لم تعد مقتصرة على الاقتصادات الناشئة والنامية».
ويؤكد التقرير أن الطلب على الكهرباء عالمياً سيرتفع بوتيرة أسرع بكثير من نمو الطاقة الإجمالي، مدفوعاً بعوامل رئيسية تشمل مراكز البيانات، وأنظمة التدفئة والتبريد، والتوسع في استخدام الكهرباء في مختلف القطاعات، ويُتوقع أن يصل الاستثمار في مراكز البيانات إلى 580 مليار دولار في عام 2025، متجاوزاً بذلك الاستثمار في إمدادات النفط، ما يسلط الضوء على التحول الجذري في متطلبات الطاقة العالمية.
وأشار فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، إلى أن استهلاك الكهرباء يتزايد الآن أيضاً في الاقتصادات المتقدمة، في تحول عن الاتجاه السائد في العقد الماضي.
ويشدد التقرير على ضرورة بناء قدرة أكبر على الصمود في أنظمة الطاقة وتنويع مصادرها، حيث ستنمو الطاقة المتجددة، بقيادة الطاقة الشمسية، بشكل أسرع من أي مصدر رئيسي آخر في السنوات القليلة المقبلة.
ومن المتوقع أن تبلغ ذروة الطلب العالمي على الفحم والنفط بحلول نهاية هذا العقد. كما من المقرر أن تزداد سعة الطاقة النووية العالمية بمقدار الثلث على الأقل بحلول عام 2035، بعد سنوات من الركود.
ويأتي هذا التقرير بالتزامن مع مفاوضات المناخ التي تجريها «الأمم المتحدة» في البرازيل، حيث تتصارع الدول مع تحدي تلبية الطلب المتزايد على الطاقة مع الاستعداد لمخاطر الاحترار العالمي. وتؤكد الوكالة أن العالم لا يزال مقصراً في تحقيق أهداف الوصول الشامل للطاقة وأهداف التغير المناخي، حيث لا يزال نحو 730 مليون شخص يعيشون من دون كهرباء.
ويدعو التقرير الدول إلى تنويع مصادر الطاقة، والتعاون لتوسيع سلاسل إمداد المعادن الحيوية المستخدمة في البطاريات ومكونات الطاقة المتجددة، وإجراء تحسينات سريعة على شبكات الكهرباء والبنية التحتية الأوسع.
وأكد بيرول، أن أمن الطاقة أصبح في صدارة اهتمامات العديد من الحكومات، وأن استجاباتها يجب أن توازن بين التآزر والمقايضات التي قد تنشأ مع أهداف السياسة الأخرى المتعلقة بالقدرة على تحمل التكاليف، والوصول والتنافسية وتغير المناخ.
