«Mind Captioning» تحوّل النشاط العصبي إلى لغة مكتوبة
تقنية «تسمية الأفكار»... خطوة ثورية نحو فك شفرة لغة الدماغ الداخلية!
في تقدم علمي مذهل يبدو وكأنه خرج من روايات الخيال العلمي، طوّر باحثون تقنية متطورة أطلقوا عليها اسم «Mind Captioning» أو «تسمية الأفكار»، وهي التقنية التي تهدف إلى تفسير وترجمة النشاط العصبي في الدماغ إلى لغة مكتوبة مفهومة.
وتعتمد هذه التقنية الثورية على الجمع بين تقنيات التصوير الدماغي المتقدمة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) الذي يقيس نشاط الدماغ من خلال تدفق الدم، ونماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة والمعقدة المشابهة لتلك التي تدعم التطبيقات مثل «ChatGPT».
والهدف الأساسي ليس قراءة الأفكار العابرة أو المشاعر، بل فك شفرة «الكلام الداخلي» أو «الحديث الصامت» الذي يدور في داخل عقل ودماغ الشخص.
وفي التجارب المختبرية، استمع المشاركون إلى ساعات من التسجيلات الصوتية بينما كانت أدمغتهم تُمسح ضوئياً. وقام الذكاء الاصطناعي بعد ذلك بتحليل بيانات المسح الضوئي للدماغ وربطها بالتسجيلات الصوتية المقابلة، وتعلُّم تدريجياً الأنماط العصبية المرتبطة بكل كلمة أو مفهوم. والنتيجة المذهلة كانت أن النموذج أصبح قادراً لاحقاً -بناءً على نشاط الدماغ وحده- على إنتاج ملخصات عامة أو «تسميات» دقيقة للمحتوى الذي كان الشخص يستمع إليه أو يفكر فيه بشكل صامت.
وتبعث هذه التكنولوجيا الجديدة الأمل في إحداث ثورة في مجال مساعدة المرضى الذين يعانون من حالات تمنعهم من التواصل لفظياً، مثل المصابين بالشلل الكلي، والسكتة الدماغية الحادة، أو مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS)، فقد تمكنهم من «التواصل» مرة أخرى من خلال فك شفرة أفكارهم وتحويلها إلى نص على شاشة.
وتعتمد التقنية على خريطة دقيقة لكيفية تمثيل اللغة في الدماغ. لا «تقرأ» الأفكار بشكل سحري، بل تترجم الإشارات العصبية من المناطق المسؤولة عن اللغة (مثل منطقة بروكا وفيرنيك) إلى كلمات وجمل.
إلا أن الدقة لاتزال غير كاملة، والنماذج تحتاج إلى «تدريب» مكثف ومخصص لكل فرد على حدة، كما أن استخدام جهاز «fMRI» ضخم وغير عملي للاستخدام اليومي. الباحثون يعملون على تطوير أجهزة محمولة مثل «fNIRS» أو واجهات قابلة للزرع.
ويثير هذا التقدم أسئلة عميقة حول خصوصية العقل البشري، وإمكانية استخدام التقنية لإكراه أو استجواب الأشخاص من دون موافقة، والحاجة إلى «حقوق عصبية» جديدة تحمي بياناتنا الدماغية من القرصنة أو الاستغلال التجاري.