يفتح آفاقاً جديدة لفهم الأمراض العصبية والنفسية

اكتشاف «شبكة تصريف» في الدماغ لمعالجة «ألزهايمر»

تصغير
تكبير

في إنجاز علمي قد يُغيّر فهم كيفية تخلص الدماغ البشري من النفايات، كشف فريق من علماء الأعصاب في جامعة ساوث كارولينا الطبية عن اكتشاف (شبكة تصريف) في الدماغ البشري لم تكن معروفة من قبل، وتوجد على طول شريان رئيسي يغذي الغشاء الواقي الخارجي للدماغ.

ويُقدم هذا الاكتشاف، الذي نُشر في دورية «iScience»، خريطة محدثة لنظام التصريف اللمفاوي في الدماغ، ما يفتح آفاقاً جديدة لفهم الأمراض العصبية والنفسية.

ولطالما اعتُقد أن الأغشية الواقية للدماغ، المعروفة باسم السحايا، تعزل الدماغ عن الجهاز المناعي للجسم. لكن الأبحاث الحديثة أثبتت وجود شبكة من الأوعية اللمفاوية داخل هذه الأغشية تعمل على تصريف السائل المليء بالنفايات بعيداً عن الدماغ.

ويهدف الفريق البحثي، بقيادة الدكتور أوندر البيرام، إلى رسم خريطة دقيقة لهذه الشبكة المعقدة في البشر الأصحاء، لتكون بمثابة خط أساس لتحديد التغيرات التي تحدث في حالات مثل مرض ألزهايمر وإصابات الدماغ والشيخوخة.

ولتحقيق ذلك، استخدم الباحثون تقنية تصوير متقدمة بالرنين المغناطيسي (MRI) على خمسة مشاركين أصحاء، وتتبعوا حركة سائل التباين على مدى ست ساعات. وركزوا على الشريان السحائي الأوسط، وهو وعاء مهم في الأم الجافية (الطبقة الخارجية للسحايا). ولاحظوا أن إشارة سائل التباين في الأنسجة المحيطة بالشريان بلغت ذروتها ببطء بعد 90 دقيقة من الحقن، ثم تراجعت تدريجياً، وهو نمط أبطأ بكثير من تدفق الدم.

وفسر الدكتور البيرام هذه الملاحظة قائلاً: «لقد رأينا نمط تدفق لا يتصرف مثل الدم المتحرك عبر الشريان؛ كان أبطأ، أشبه بالتصريف، ما يدل على أن هذا الوعاء جزء من نظام تنظيف الدماغ».

وللتأكد من أن هذا السائل البطيء يتدفق عبر أوعية لمفاوية حقيقية، قام الفريق بتحليل الأنسجة السحائية البشرية بعد الوفاة باستخدام تقنيات تصوير متقدمة، ما أكد وجود شبكة كثيفة ومنظمة من الأوعية اللمفاوية في الأم الجافية المحيطة بالشريان السحائي الأوسط.

ويوسع هذا الدليل التشريحي خريطة نظام التصريف اللمفاوي في الدماغ، مضيفاً مساراً بطنياً رئيسياً إلى المسارات الظهرية التي تم توثيقها سابقاً.

ويشير الباحثون إلى أن هذا العمل يمثل نقطة مرجعية جديدة لفهم الوظيفة الطبيعية للدماغ. فمن خلال تحديد كيفية تخلص الدماغ السليم من النفايات، يمكن للباحثين تحديد متى وكيف تتعطل هذه العملية، وهو ما يطبقونه بالفعل لدراسة مرضى الأمراض العصبية التنكسية.

واختتم الدكتور البيرام بالقول: «بمجرد أن نفهم ما يبدو عليه الوضع الطبيعي، يمكننا التعرّف على العلامات المبكرة للمرض وتصميم علاجات أفضل».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي