خبراء طبيون عالميون يجيبون
الميلاتونين أم المغنيسيوم... أيهما الأفضل لتحسين جودة النوم؟
الحصول على نوم عالي الجودة يُعدّ أمراً بالغ الأهمية للصحة وطول العمر، ولهذا يلجأ الكثيرون إلى المكملات الغذائية لتحسين جودة نومهم، وغالباً ما يقع الاختيار بين الميلاتونين والمغنيسيوم.
ويُوضح خبراء طبيون في هذا المجال أن الميلاتونين هو هورمون يُنتجه الجسم بشكل طبيعي لتنظيم الإيقاع اليومي، حيث يرتفع مستواه في الظلام وينخفض مع شروق الشمس، ما يشير إلى الجسم بضرورة الاستعداد للنوم.
ويُمكن أن يكون الميلاتونين مفيداً بشكل خاص في حالات اضطراب مواعيد النوم، مثل اضطراب العمل بنظام المناوبات أو اضطراب الرحلات الجوية الطويلة (Jet Lag)، حيث يساعد في إعادة ضبط الساعة البيولوجية.
ومع ذلك، يُشير الأطباء المختصون إلى أن فعالية الميلاتونين كمساعد على النوم الفوري (للنوم بشكل أسرع) تظل متباينة، وتختلف آثاره الجانبية المحتملة، والتي تشمل الصداع والغثيان والدوار، كما يمكن أن يتفاعل مع بعض الأدوية الموصوفة.
أما المغنيسيوم، فهو معدن أساسي يشارك في مئات العمليات الحيوية في الجسم، ويدعم النوم بشكل غير مباشر.
ويُعتقد أن المغنيسيوم يعمل على استرخاء العضلات، وتقليل استثارة الجهاز العصبي، وتنظيم الناقل العصبي «غابا» (GABA) الذي يُهدئ الدماغ، كما يلعب دوراً في إنتاج الجسم للميلاتونين الخاص به.
ورغم أن الأدلة العلمية على فعالية المغنيسيوم كمساعد مباشر على النوم ليست قاطعة، إلا أن بعض المرضى يجدونه مفيداً. وتُشير إحدى خبيرات التغذية إلى أن المغنيسيوم قد يكون الخيار الأفضل للأشخاص الذين يعانون من الأرق أو النوم المضطرب، لأنه يعزز الاسترخاء ويقلل من التوتر الليلي، كما أن له سجل أمان قوي للاستخدام طويل الأمد.
أما الميلاتونين، فيُفضل استخدامه لمن يجدون صعوبة في بدء النوم أو يحتاجون إلى تعديل جدول نومهم.
ويُشدد الخبراء على أن المكملات ليست حلاً سحرياً، ويجب استشارة الطبيب قبل تناولها، خصوصاً لمن يتناولون أدوية أخرى. ويُوصى باتباع إستراتيجيات صحية للنوم أولاً، مثل «نظافة النوم» (Sleep Hygiene) التي تشمل تخصيص السرير للنوم فقط، وتجنّب الكافيين والوجبات الثقيلة قبل النوم، وممارسة «العلاج السلوكي المعرفي للأرق» (CBT-I) للحالات الأكثر شدة، بالإضافة إلى إجراء فحوصات لاستبعاد اضطرابات النوم الكامنة مثل انقطاع التنفس أثناء النوم.