الرأي اليوم

إفصاح البورصة... وإفصاحنا

تصغير
تكبير

أشعل إفصاح البورصة عن طلبنا كمجموعة بودي، العزم على شراء كلّ أسهم شركة طيران الجزيرة الموجودة في السوق التساؤلات عن سبب هذه الخطوة وأبعادها وتوقيتها وأهدافها.

بكلّ بساطة ومُباشرة، أنا جاسم بودي، أقول إن ما نقوم به، أنا وشقيقي مروان، والرئيس التنفيذي للمجموعة مشعل العصيمي، هو فعل إيمان بالكويت واقتصادها وحاضرها ومُستقبلها. هذا هو السبب والتوقيت وهذه هي الأبعاد والأهداف.

نحن أهل تجارة وعند أهل التجارة وغيرهم المال عديل الروح، وعقل التاجر بصراحة شديدة يغلب عاطفته بمراحل كونه يتعامل مع الأرقام والمعطيات ومبادئ الربح والخسارة. وعليه، لا نقدم على هذه الخطوة وغيرها إلّا من باب القناعة بجدوى هذا الاستثمار الكبير.

وعندما نقول إنّنا نقدم ونتقدم كفعل إيمان وبقناعتنا... فإننا نقرن القول بالفعل، ولا نريد أن نتقارن بغيرنا أو نقف عند ما يقولونه فهذه أيضاً قناعتهم ولكلّ تاجر ظروفه وحساباته، إنما نحن نعتبر أن أفضل بيئة حالية للعمل والاستثمار هي الكويت، ولذلك سنكون في كلّ مساحة استثمارية واعدة، وأحضرنا، وسنحضر، حتى أموالاً من مشاريعنا في الخارج لدعم عجلة الاستثمار والاقتصاد في الداخل.

لماذا نعيش في أفضل بيئة عمل واستثمار في الكويت؟

بادئ ذي بدء، لا بدّ من الاعتراف بأن صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، وجّه بفتح كلّ الأبواب أمام رجال الأعمال الكويتيين وكلّما التقى بأحدهم كان يُشجّعه على الإقدام وعدم التردّد وأن الكويت هي البدء والمنطلق وهي النهاية والختام. والاستثمار في الديرة عدا عن أنه مجزٍ ومربح فهو واجب وطني ينقل رسالة أهل الاقتصاد إلى الآخرين ودورهم في التطوير والتحديث وتوفير فرص عمل لكثيرين من شباب الكويت... مشعل التنمية يعتبر الموضوع شخصياً بالنسبة له وهو يريد فعلاً إعادة الدور الإقليمي للكويت كجوهرة اقتصادية ومركز مالي.

ويعلم جميع المُتعاطين بالشأن التجاري أن الاستقرار هو عامل رئيسي جاذب للاستثمار. ولله الحمد بفضل القيادة الرشيدة والحكيمة لصاحب السمو والفريق المعاون في الجهاز التنفيذي وعلى رأسه سمو رئيس الوزراء صار الاستقرار فعلاً خطاً أحمر ومضرب مثل.

العامل الحاسم الآخر هو القانون والحوكمة. حيث يعرف المستثمر والتاجر ما له وما عليه، يدرك واجباته وتُحفظ حقوقه، ولم تُقصّر الحكومة الحالية في تطوير التشريعات اللازمة لجذب الرساميل من الخارج وتشجيع الاستثمار في الداخل. وها هي كبرى الشركات العالمية تتزاحم للحصول على موقع قدم في الكويت.

ولئن كان الإفصاح في البورصة مدخلاً للردّ على التساؤلات فهو أيضاً مدخل للإفصاح عما في عقلي وتوجيه النصائح للتجار ورجال الأعمال والشباب.

انظروا دائماً إلى الجانب المليء من الكوب وتكيّفوا مع المستجدات التشريعية والقانونية والفرص الموجودة، وتخلّوا عن فكرة أن تتكيّف هذه المُستجدّات مع السائد سابقاً. هناك أمور تغيّرت وأخرى على الطريق، والكويتي – خصوصاً رجل الأعمال - مبادر ومِقدام.

ليس لنا إلّا الكويت، خصوصاً في هذه الظروف والأيام، وليس للكويت سوى رجالها لتقدّم الصفوف.

ارفعوا مستويات الروح الإيجابية في عقولكم وممارساتكم، واهجروا روح الإحباط والتشاؤم، وآمنوا بأن هذه البلاد حاضنة لأبنائها لا طاردة لهم.

راقبوا بعين العلم والمصلحة العامة كيف عادت الكويت للنهوض، وكيف، فتحت الأبواب للجميع، وكيف صارت ورشة قائمة على مدار اليوم... من الشركات الصينية شرقاً إلى الشركات الأميركية غرباً. ومن أَوْلى بمواكبة هذا التطور والمشاركة في هذه الورشات أكثر من أهل الكويت؟

نحن كمجموعة بودي أقدمنا وتقدّمنا ونتمنّى عليكم أن تختاروا الطريق نفسه ولا تُفوّتوا الفرص. أقدموا واستثمروا فالعمل سيتوسّع والنجاح حليفكم.

ويا صاحب السمو، يا مشعل التنمية، يا من خاطبت أهل البلد للمشاركة في صياغة التوجّهات الاقتصادية المستقبلية عبر الانخراط في مختلف المشاريع القائمة حالياً. سيذكر التاريخ أنه كان للتنمية أيضاً أميرها... وكان للمستقبل من يُعبّد جسور العبور إليه واقعياً لا عبر الشعارات والتمنّيات.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي