رأي نفطي

مقاطعة النفط الروسي!

تصغير
تكبير

فرضت الولايات المتحدة مقاطعة على النفط الروسي، وطالبت بالتوقف عن شرائه، خصوصاً الصين والهند، حيث تعتبران من أكبر الدول التي تستورده.

روسيا هي ثاني أكبر دولة منتجة للنفط بعد الولايات المتحدة، بطاقة تبلغ ما بين 10 إلى 11 مليون برميل في اليوم. تستهلك نحو 4 ملايين منها وتصدر 5 ملايين. وأكبر المستوردين، الصين - نحو 8 ملايين برميل وتستهلك يومياً نحو 13 مليوناً. تليها الهند والتي تستهلك تقريباً 4 ملايين برميل وتستورد 5.5 مليون برميل في اليوم. وأكبر مصدري النفط للهند، هي روسيا وبنسبة 45 % ثم العراق والإمارات والولايات المتحدة، والكويت بنسبة 2 %.

الآن تطالب الإدارة الأميركية، الهند، بمقاطعة النفط الروسي ... لكن كيف؟ وأين ستجد هذه الكميات (البديلة)؟ وكيف تقاطع وهي تحصل على خصومات بأكثر من 10 دولارات للبرميل، سواء عن طريق مباشر أو عن طريق المقايضة.

هذه الشروط من الصعب جداً على الدول النفطية الخليجية أن تتعامل معها. ومن المستحيل مثلاً أن تزود الولايات المتحدة، الهند بهذه الكميات، وهي التي تصل لأكثر من 8 ملايين برميل في اليوم.

طبعاً، هناك طرق ووسائل للالتفاف على هذه الشروط بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، مثل تبادل النفوط المختلفة أو التموين عن طريق الشحن من باخرة إلى آخرى في منتصف البحر. وهذا معمول به منذ زمن قديم.

لذا من الصعب على الهند والصين الامتناع عن استيراد النفط الروسي. ومن الصعب جداً إيجاد البديل والنفط في آن واحد، خصوصاً أن الكميات الفائضة غير متوفرة، وإن توفرت فلن تكون بالحجم المطلوب.

مع مقاطعة النفط الروسي من المؤكد أن ترتفع الأسعار عن معدل 66 دولاراً للبرميل، وهذا سيصب في صالح الدول المنتجة للنفط، حيث ستتجه الهند والصين إلى دول الخليج لزيادة إنتاجها من النفط الخام وزيادة الاستثمارات بالبحث والتنقيب.

لكن يبقى السؤال: هل تستطيع الدول النفطية زيادة إنتاجها؟ وعند أي معدل؟ حيث إننا بحاجة إلى أكثر من معدل 90 دولاراً لتغطية ميزانيات الدول الخليجية، وبمعدل أكثر من 120 دولاراً، للعراق وايران ونيجيريا والدول النفطية الأخرى.

كذلك المنتج الأميركي للنفط الخام بحاجة إلى أكثر من 70 دولاراً للنفط الصخري لتغطيه المصاريف اليومية.

ونكرر أن على الدول النفطية أن تبحث عن البديل... وحتى مثلاً بعد 10 سنوات من الآن.

إلا أن الأمر الأهم هو أن نكون جديين بالبحث عن البديل، خصوصاً إننا في الكويت لا يوجد لدينا مصدر آخر.

لذا نرى أن روسيا مجبرة بالبحث عن طرق ووسائل لتصريف نفطها، سواء بزيادة الخصومات.

وثمة تساؤل: كيف على الصين والهند أن تتنازلا عن النفط الروسي بهذه الأسعار الخاصة لترضيا الولايات المتحدة من دون مغريات أو خصومات؟

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي