انطلاق قمة «آسيان» في كوالالمبور
- إبراهيم: العالم يشهد تزايد المنافسة وتنامي الشكوك ما يختبر إرادة «آسيان» في الحفاظ على الإيمان بالتعاون والحوار في زمن الانقسام
- القمة الحالية ستشهد إطلاق اتفاقية لتجارة السلع في الرابطة لتأسيس سوق إقليمية أكثر انسيابية
- اقتصاد «آسيان» الرقمي مرشح لأن يتضاعف ليبلغ تريليوني دولار بحلول عام 2030
انطلقت في كوالالمبور اليوم الأحد أعمال القمة الـ47 لرابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» والقمم ذات الصلة وسط تصاعد الحمائية وتحولات سلاسل التوريد العالمية التي وصفها رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم بأنها تذكير بأن «الصمود يعتمد على القدرة على التكيف».
وقال إبراهيم في كلمته الافتتاحية للقمة إن (آسيان) «لا يمكن أن تقف ساكنة» بل يجب أن تتحلى «بالشجاعة لعقد شراكات جديدة»، مشيرا إلى أن ماليزيا استضافت هذا العام القمة الثانية بين (آسيان) ومجلس التعاون لدول الخليج العربية إضافة إلى القمة الثلاثية بين (آسيان) ومجلس التعاون والصين باعتبارها نموذجا للتعاون مع الجنوب العالمي.
وأضاف أن القمة الخامسة لقادة الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة ستنعقد غدا الإثنين لتعزيز أكبر منطقة تجارة حرة في العالم نحو تحقيق إمكاناتها الكاملة، مرحبا بانضمام البرازيل وجنوب أفريقيا ضيفتي الرئاسة في القمة الـ20 لشرق آسيا لتوسيع تفاعل آسيان مع تكتلي (بريكس) ومجموعة العشرين (جي 20) وتعزيز الجسور مع الجنوب العالمي.
واعتبر أن العالم يشهد عبر الأقاليم «تزايد المنافسة وتنامي الشكوك» ما يختبر إرادة (آسيان) الجماعية في «الحفاظ على الإيمان بالتعاون والحوار في زمن الانقسام».
وأكد أن القيادة «ليست عملا روتينيا بل هي خيار لتحديد الأولويات وتجديد روح (آسيان) ورسم مسار يليق بآمال الشعوب»، مشددا على أن قوة الرابطة لا تكمن في التجانس بل في القناعة بأن «الاحترام والعقل ما زالا يربطاننا معا».
وأشار إلى أن توقيع اتفاق للسلام بين كمبوديا وتايلاند في كوالالمبور في وقت لاحق اليوم سيجسد قدرة (آسيان) على «تحويل المصالحة إلى فعل شجاع يعيد تشكيل مستقبل الأمم» مؤكدا في هذا الإطار أن السلام في ميانمار «يجب أن يكون نابعا منها ومملوكا لشعبها كي يدوم».
وذكر بأن ماليزيا بصفتها رئيس (آسيان) هذا العام سعت إلى «إعادة مواءمة أولويات الرابطة لتبقى مرنة وذات صلة بالعصر»، مبينا أن القمة الحالية ستشهد إطلاق اتفاقية لتجارة السلع في الرابطة لتأسيس سوق إقليمية «أكثر انسيابية تعزز الكفاءة وتفتح آفاقا جديدة» أمام الشركات والعمال.
وأضاف أن (آسيان) تعمل على تطوير شبكة كهرباء بتمويل جديد لسد فجوات التمويل وتسريع الانتقال نحو طاقة أنظف وأكثر أمانا إلى جانب المضي قدما في «الاقتصاد الأزرق» ومنظومة المركبات الكهربائية الإقليمية «لبناء أسس الصناعة المستدامة والنمو الأخضر».
وبين أن اقتصاد (آسيان) الرقمي مرشح لأن يتضاعف ليبلغ تريليوني دولار بحلول عام 2030، مشيرا إلى الاتفاق على تسريع إتمام اتفاقية الإطار الاقتصادي الرقمي للرابطة بحلول عام 2026 وإنشاء شبكة سلامة الذكاء الاصطناعي لضمان الحوكمة الرشيدة والأخلاق في استخدام التكنولوجيا الحديثة.
قبول تيمور الشرقية عضوا كاملا
وأعلنت رابطة (آسيان) خلال افتتاح القمة اليوم، قبول العضوية الكاملة لتيمور الشرقية لتصبح رسميا العضو الـ11 في التكتل الإقليمي بعد 14 عاما من المداولات.وقال رئيس وزراء تيمور الشرقية زانانا غوسماو في كلمة بهذه المناسبة إن انضمام بلاده للرابطة يعد امتدادا لرؤية (آسيان) باعتبارها «عائلة موحدة تجمعها القيم المشتركة والمصير الواحد» معربا عن امتنانه لجميع الدول الأعضاء في الرابطة ورئاستها وأمانتها العامة وشركائها في الحوار على «دعمها الثابت الذي جعل هذا اليوم التاريخي ممكنا».