فقدان الثقة في المصادر يمنع الناس من التصديق بأي شيء

الذكاء الاصطناعي يُضلِّل إخبارياً... إذا لم يؤمر باحترافية

تصغير
تكبير

كشفت دراسة دولية مشتركة وموسعة أجرتها 22 منظمة إعلامية عالمية رائدة عن أن نماذج روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تشوه الحقائق الإخبارية وتضلل مستخدميها بنسبة مقلقة تصل إلى 45 في المئة، إذا لم يتم توجيه الأوامر التشغيلية إليها بأسلوب احترافي ومدروس بعناية.

وأجريت الدراسة على أربعة مساعدين ذكيين رئيسيين عالميين وشملت تحليل أكثر من 3 آلاف رد من 18 دولة مختلفة.

وإذ تؤكد نتائج الدراسة الحاجة الماسة إلى آليات مراجعة أكثر صرامة، فإن هذه النتائج تهدد الثقة العامة في مصادر المعلومات، وتستدعي تدخلاً تنظيمياً عاجلاً.

واستهدفت الدراسة نماذج الذكاء الاصطناعي الشهيرة، بما في ذلك «شات جي بي تي»، و«كوبايلوت» و«جيميناي» و«بيربليكسيتي آي»، وقيمت الدقة المعلوماتية وجودة المصادر المستخدمة، واكتشفت أن 31 في المئة من ردود نماذج الدردشة تفتقر جزيئاً أو كلياً إلى الموثوقية إذا لم تصغ أوامر تشغيلها باحترافية ودقة فائقة، بينما حملت 20 في المئة أخطاء وقائعية فادحة.

ورصد موقع «دي دبليو» مشكلات خطيرة في 53 في المئة من الردود الصادرة عن روبوتات دردشة الذكاء الاصطناعي، ومن بين تلك الأخطاء الصارخة: تسمية أولاف شولتز مستشاراً لألمانيا رغم تولي فريدريش ميرتز المنصب فعلياً، وكذلك، معلومات خاطئة حول منصبيّ ينس ستولتنبرغ ومارك روت في حلف «الناتو».

وأوضح البروفيسور جان فيليب دي تيندر، كبير الباحثين في الدراسة، أن «مثل هذه الأخطاء بدت نظامية ومتكررة»، معتبراً أنها تعيق العملية الديمقراطية وتشوه الحقائق، وأضاف أن «فقدان الثقة في المصادر يمنع الناس من التصديق بأي شيء»، ومؤكداً على خطورة الظاهرة.

وأشار بيتر آرتشر، مدير الأبحاث في شبكة «بي بي سي» البريطانية، إلى تحسن طفيف في أداء بعض النماذج، لكنه أكد أن المشكلات الأساسية مستمرة من دون حلول جذرية. وسجل نموذج «جيميناي» من «غوغل» أعلى نسبة مشكلات في المصادر بلغت 72 في المئة، بينما دافعت شركة «أوبن آي» عن أداء نموذجها «شات جي بي تي» مستندة إلى أن قاعدة مستخدميه تصل إلى 300 مليون مشترك نشط.

ودعت المنظمات المشاركة في الدراسة إلى وضع قوانين جديدة لسلامة المعلومات، وأطلقت حملة توعوية تحت شعار «حقائق داخلاً، حقائق خارجاً»، وتهدف الحملة إلى تحميل الشركات التقنية مسؤولية أكبر تجاه دقة المعلومات. وأكد المنظمون أن «تشويه الأخبار يهدد الثقة في المؤسسات الديمقراطية»، معتبرين أن هذا الأمر يتطلب إجراءات عاجلة على المستوى العالمي.

وتبرز نتائج هذه الدراسة حجم المخاطر التي يمكن أن تنجم عن المعلومات المضللة في عصر الذكاء الاصطناعي، ما يؤكد الحاجة إلى تنظيم عالمي أكثر صرامة، حيث إن الشفافية في الذكاء الاصطناعي تحمي مهنة الصحافة، وتعزز الثقة في وسائل الإعلام في هذا العصر الرقمي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي