اكتشاف نوع نادر من السكري يصيب الرُّضَّع

تصغير
تكبير

في تطور علمي يُعزز فهمنا العميق للأمراض الجينية النادرة، كشفت دراسة أجراها باحثون متعددو الجنسيات عن نوع جديد وغير مسبوق من السكري يصيب الأطفال الرُّضَّع حصرياً ويُعرف بـ«السكري الأحادي الجيني الوليدي».

الدراسة التي أثارت اهتماماً عالمياً نُشرت في مجلة «نيتشر» العلمية الشهيرة، وأجريت تحت قيادة فريق من جامعة إكيستر في بريطانيا ومعهد أوسلو للسكري في النرويج، حيث قاموا بتحليل جيني دقيق لـ12 رضيعاً مصابين بهذا النوع النادر من المرض، ما ساهم في إلقاء الضوء على آلياته الفريدة.

وأظهرت نتائج الدراسة طفرات جينية نادرة تؤثر مباشرة على إنتاج الإنسولين في البنكرياس، ما يؤدي إلى ارتفاع خطير ومفاجئ في مستويات السكر في الدم خلال الأشهر الستة الأولى من حياة الرُّضَّع، وهي فترة حاسمة لتطور الجسم.

ويُصيب هذا النوع من السكري أقل من 1 في المئة من الحالات المسجلة للسكري عند الرُّضَّع عالمياً، ما يجعله استثنائياً من حيث الانتشار والتعقيد. ومع ذلك، فإن الاكتشاف الرئيسي يكمن في إمكانية علاجه باستخدام حبوب السلفونيل يوريا بدلاً من الاعتماد التقليدي على حقن الإنسولين، وهو ما يُخفف العبء النفسي واللوجستي على العائلات، خصوصاً في ظل الحاجة إلى مراقبة دقيقة ومتكررة.

وأُجري البحث في مختبرات متطورة في بريطانيا والنرويج باستخدام أحدث التقنيات الجينية، وبدعم مالي جوهري من مؤسسات مرموقة مثل «ويلكم ترست» البريطانية التي تُعد من أبرز الجهات الداعمة للأبحاث الطبية العالمية.

وعلّقت البروفيسورة سارة فلاناغان، الرائدة في هذا المجال، قائلة: «هذا الاكتشاف يُمكّننا من تقديم علاجات مخصصة تُحسّن جودة حياة الرُّضَّع المصابين وتُقلل من المضاعفات المحتملة على المدى الطويل»، مشيرة إلى أن فريق الباحثين يعمل حالياً على تحديد الطفرات الجينية بدقة عبر تقنيات التسلسل الجيني المتقدمة، التي تُعتبر ثورة في عالم الطب الدقيق.

ويُعد هذا الاكتشاف حاسماً على المستويين الطبي والإنساني، حيث إنه يُقلل من مخاطر المضاعفات الخطيرة مثل التلف العصبي أو الفشل الكلوي المبكر، وهي مشكلات شائعة في حالات السكري غير المُعالجة بدقة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي