لاصق بيولوجي جديد يَجبُر كسور العظام في غضون 3 دقائق!
نجح باحثون في معهد كارولينسكا السويدي في ابتكار لاصق عظمي بيولوجي يُمكنه أن يجبر شروخ وكسور العظام في غضون 3 دقائق فقط، مُقدمين بذلك أملاً جديداً لملايين المرضى حول العالم، بما في ذلك الذين يعانون من إصابات عظمية ناتجة عن الحوادث المرورية أو الأنشطة الرياضية.
وإذ يُعد هذا الابتكار إنجازاً طبياً مذهلاً ويخلق نقلة كبيرة في عالم الجراحة، فإنه كان ثمرة دراسة التي أثارت اهتماماً طبياً عالمياً، وأجراها باحثون متخصصون في الطب التجديدي، حيث أجروا تجارب أولية أثبتت فعالية هذا اللاصق في تسريع عمليات الشفاء وزيادة المتانة العظمية.
ويُطبق اللاصق البيولوجي الجديد باستخدام ضوء الأشعة فوق البنفسجية، حيث يُشكِّل رابطة قوية تُعادل في متانتها الفولاذ، ما يتيح ترميم الكسور المعقدة مثل شروخ وكسور الورك أو العمود الفقري بسرعة فائقة من دون الحاجة إلى زراعة شرائح ولويحات معدنية تقليدية.
وأُجري البحث على نماذج حيوانية في مختبرات المعهد، وأظهر نتائج استثنائية تشير إلى تحسن الشفاء بنسبة تصل إلى 60 في المئة مقارنة بالطرق التقليدية التي تعتمد على الجبائر أو اللويحات المعدنية، مع تقليل الالتهابات بنسبة 40 في المئة.
وقالت الدكتورة ماريا تينستام، قائدة الفريق: «هذا اللاصق يُقلل وقت الجراحة بشكل كبير ويُخفض مخاطر المضاعفات مثل العدوى أو الالتهابات»، مشيرة إلى أن هذه التكنولوجيا الجديدة تستهدف بشكل خاص الكسور التي تتطلب تدخلاً عاجلاً، مثل تلك الناتجة عن حوادث العمل في الصناعات الثقيلة.
ويتميز هذا اللاصق بأنه يُعزز الشفاء الطبيعي للعظام من خلال تحفيز نمو خلايا عظمية بديلة، مُحسناً بذلك جودة الحياة للمرضى ومُقللاً الحاجة إلى زراعة الشرائح المعدنية التي قد تتسبب في مضاعفات طويلة الأمد مثل تآكل العظام أو الحساسية المعدنية.
وحالياً، يجري الفريق اختبار المرحلة السريرية الأولى على بشر في مستشفيات سويدية، مع توقعات بأن يصبح هذا اللاصق متاحاً تجارياً بحلول العام 2027، وهو أمر قد يُغير قواعد اللعب في الجراحة العظمية حول العالم، خصوصاً مع تزايد الحاجة إلى حلول سريعة في ظل ارتفاع أعداد الحوادث.
ويُشجع مثل هذا الاكتشاف على زيادة الاستثمارات في التقنيات الطبية المتقدمة، مُلهماً دولاً أخرى لتطوير حلول مشابهة تُركز على تسريع الشفاء وتقليل التكاليف الصحية، في ظل الضغط على الموارد الطبية.