مع تأكيد أهمية استمرار الدور الإشرافي البشري
«BBC» تتسلّح بـ «الذكاء الاصطناعي التوليدي»
في خطوة إستراتيجية نحو دمج التقنية الحديثة في العمل الصحافي التقليدي، أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» عن إدخال أدوات جديدة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي (Gen AI) ضمن غرف أخبارها، وذلك في خطوة تسعى لتحقيق هدفين رئيسيين هما زيادة إمكانية وصول الجمهور إلى القصص الإخبارية، وتعزيز الكفاءة التحريرية الداخلية.
ومن شأن هذا الدمج التقني أن يضمن أن المحتوى يلتزم بالمعايير الصارمة لأسلوب
الـ «BBC»، وأن يعكس إدراك الهيئة لأهمية مواكبة التحول الرقمي مع الحفاظ على الموثوقية والدقة التي اشتهرت بها.
ويتمثل التطبيق الأبرز في أداة جديدة تسمى «ملخصات سريعة»، والتي تتيح للصحافيين توليد ملخصات موجزة ومكثفة على شكل نقاط أساسية للمقالات الإخبارية الطويلة. يهدف هذا الإجراء إلى تلبية الطلب المتزايد على «المحتوى السريع الهضم»، خصوصاً بين الجماهير الشابة التي تتجه نحو استهلاك الأخبار عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي تفضل الإيجاز والتركيز.
ويتم إعداد هذه الملخصات بواسطة الصحافيين عبر إدخال موجه معتمد إلى النموذج، ويتم مراجعتها وتحريرها بشكل مستمر قبل وبعد النشر لضمان الالتزام بالمعايير التحريرية والمصداقية، ما يؤكد أن دور الصحافي البشري لن يتلاشى أبداً بل سيتحول إلى دور إشرافي ومراجع نهائي.
كما كشفت الـ «BBC»عن أداة متقدمة أخرى تُدعى «مساعد الأسلوب» (BBC Style Assist)، وهي نظام ذكاء اصطناعي يقوم بقراءة وتحليل آلاف المقالات السابقة للهيئة، ومن ثم إعادة صياغة وإعداد المسودات الإخبارية الواردة، خاصة تلك القادمة من «خدمة مراسلي الديمقراطية المحلية» (LDRS)، لضمان مطابقتها التامة
لـ «الأسلوب الإنساني للـ BBC الصارم في النبرة والصياغة. ومن شأن هذه الأداة أن ترفع من وتيرة نشر الأخبار المحلية التي كان يتعذر أبداً نشرها سريعاً بسبب الحاجة إلى تعديلات يدوية طويلة، ما يضمن أن الجودة التحريرية للهيئة لن تتأثر سلبياً بالاعتماد على الآلة.
وتُعد هذه المبادرة جزءاً من التزام
الـ «BBC» بالشفافية، حيث سيتم الكشف أبداً عن استخدام الذكاء الاصطناعي في أي من مراحل إعداد المحتوى، ما يؤكد على أهمية الدور الإشرافي للصحافي البشري في عصر الذكاء الاصطناعي.
