ضرورة تكييف المستخدمين لأسلوبهم اللغوي
دردش بلغة رسمية مع الذكاء الاصطناعي تحصل على... إجابات أدق
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من شركة «أمازون» الأميركية أن الطريقة التي يتحدث بها المستخدمون إلى روبوتات الدردشة تؤثر بشكل مباشر على دقة الاستجابة، حيث تبين أن استخدام لغة رسمية ومهنية يحسن الأداء بشكل ملحوظ. وأظهرت النتائج أن المستخدمين يميلون إلى استخدام لغة أقل دقة وقواعد نحوية أضعف عند التفاعل مع الذكاء الاصطناعي مقارنة بتواصلهم مع البشر، ما يؤدي إلى حصولهم على إجابات أقل دقة وجودة.
وقام الباحثان فولي تشانغ وتشو يو بتحليل نمط محادثات المستخدمين مع الوكلاء البشريين مقارنة بمساعد الدردشة الآلي «كلود 3.5 سونيت»، ولاحظا أن المستخدمين كانوا أقل تهذيباً واستخدموا مفردات محدودة عند مخاطبة الروبوتات، كما استخدموا قواعد نحوية أقل دقة، ويعكس هذا السلوك تحدياً أساسياً في تطوير التفاعل بين الإنسان والآلة، حيث يميل الناس إلى تخفيف معاييرهم اللغوية عند التحدث إلى الآلات.
وتكمن أهمية هذه الدراسة في تزايد الاعتماد على روبوتات الدردشة في المجالات الحيوية مثل الرعاية الصحية والخدمات المالية والتعليم، فإذا كانت هذه الأنظمة تعطي استجابات أقل دقة بسبب اللغة غير الرسمية، فقد يكون لذلك عواقب خطيرة على المستخدمين.
وتمثل النتائج دعوة للمطورين لتحسين قدرة النماذج على فهم اللغات غير الرسمية، أو توجيه المستخدمين لاستخدام لغة أكثر وضوحاً.
ويوصي الباحثون بضرورة تكييف المستخدمين لأسلوبهم اللغوي ليكون أكثر رسمية، أو عمل المطورين على تحسين قدرة النماذج على فهم اللغات غير الرسمية. كما يقترحون إضافة ميزات توجيهية تساعد المستخدمين على صياغة استفساراتهم بشكل أكثر فعالية. وتمثل هذه التوصيات حلاً وسطاً بين الحفاظ على سهولة الاستخدام وضمان دقة المخرجات.
وعلى الرغم من التحديات، فإن هذه الدراسة تفتح الباب أمام تطوير جيل جديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي القادرة على التكيف مع أساليب التواصل البشرية المتنوعة.
ومن المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة تطورات كبيرة في هذا المجال، حيث تسعى الشركات التقنية إلى جعل التفاعل بين الإنسان والآلة أكثر طبيعية وفعالية.