يفتح باباً جديداً لفهم التطور الثقافي والروحي لإنسان جنوب شرق آسيا

هرم إندونيسي... لغز عمره 25 ألف سنة!

تصغير
تكبير

في مرتفعات جاوة الغربية بإندونيسيا، على ارتفاع 3000 قدم فوق مستوى البحر، يقف موقع «غونونغ بادانغ» الذي أثار جدلاً علمياً واسعاً بعد دراسة زعمت أنه أقدم هرم في العالم، يعود تاريخه إلى 25 ألف عام، أي قبل ظهور الزراعة والحضارة.

ونُشرت الدراسة في مجلة «أركيولوجيكال بروسبكشن» نهاية 2023، لتقلب المفاهيم الراسخة حول نشأة الحضارة الإنسانية.

قاد البحث داني هيلمان ناتاويجاجا، من وكالة الأبحاث الوطنية الإندونيسية (BRIN)، مستخدماً الرادار الأرضي والتصوير الزلزالي والكربون المشع لتحديد طبقات تحت السطح تعود للعصر الحجري القديم، بما بين 25 و14 ألف سنة قبل الميلاد.

واعتبر أن الموقع يتكون من هرم مدفون متعدد المراحل أقدم من «غوبكلي تبه» التركي الذي يرجع إلى 11 ألف سنة، وهو ما يعني أن البشر طوروا هندسة معمارية متقدمة في زمن سابق جداً لما هو معروف.

لكن علماء الجيولوجيا والآثار سارعوا إلى دحض الادعاء، مشيرين إلى غياب الأدلة المادية مثل الأدوات والعظام والفحم، وأن التكوينات المزعومة ربما نشأت من النشاط البركاني الطبيعي.

وقال عالم الآثار البريطاني فلينت دبل إن الأمر أشبه «بأخذ عينة تربة من تحت برج إيفل والقول إن البرج بُني في عصور ما قبل التاريخ».

وفي فبراير 2024، سحبت المجلة الدراسة بالكامل بسبب أخطاء منهجية ونقص الأدلة. غير أن ناتاويجاجا دافع عن نظريته واعتبر السحب «رقابة علمية»، بدعم من الكاتب البريطاني غراهام هانكوك، المعروف ببرنامجه «أبجديات قديمة» على «نتفليكس»، الذي روج لفكرة حضارات منقرضة سبقت التاريخ المسجل.

ورغم الجدل، يظل «غونونغ بادانغ» موقعاً أثرياً فريداً، إذ صنفته وزارة الثقافة الإندونيسية كتراث وطني يضم خمس مدرجات حجرية تعود لآلاف السنين.

وحتى إن لم يكن هرماً بُني قبل 25 ألف سنة، فإنه يفتح باباً جديداً لفهم التطور الثقافي والروحي لإنسان جنوب شرق آسيا، ويعيد طرح السؤال القديم: كم من التاريخ ما زال مدفوناً تحت الأرض؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي