فرضية أثارت الجدل في عالم طب الأعصاب: ليس مرضاً دماغياً
أمراض اللثة... سبب لـ«ألزهايمر»!
في إطار التطورات العلمية الجذرية، تعززت خلال السنوات الأخيرة فرضية مقلقة وغير تقليدية في الأوساط العلمية، مفادها أن مرض «ألزهايمر» قد لا يكون مجرد حالة تصيب الدماغ المتقدم في العمر، بل قد يكون ناتجاً عن «عدوى» بكتيرية.
وتُشير دراسات في هذا السياق إلى أن ظهور المرض المميت يتجاوز بكثير المفاهيم السابقة التي تركز فقط على تراكم البروتينات غير الطبيعية، مسلطةً الضوء على عامل مسبب غير متوقع ينبع من خارج الجهاز العصبي المركزي: أمراض اللثة. إن هذا التحول في التفكير يمثل تحدياً مباشراً للفرضية السائدة منذ عقود، والمعروفة باسم «فرضية الأميلويد».
فمن خلال دراسة، توصل باحثون، بقيادة عالم الأحياء الدقيقة جان بوتيمبا من جامعة «لويزفيل»، إلى دليل قاطع يشير إلى متهم بكتيري محتمل يقف وراء «ألزهايمر»، حيث تم اكتشاف البكتيريا المسببة لالتهاب اللثة المزمن، والمسماة «Porphyromonas gingivalis»، في أدمغة مرضى «ألزهايمر» متوفين. وتُعد هذه البكتيريا المسؤولة الرئيسية عن التهاب دواعم السن، وهو مرض شائع يمكن أن يسبب فقدان الأسنان، ووجودها في الدماغ يشير إلى أنها قد تكون قادرة على تجاوز «الحاجز الدموي الدماغي»، وهو خط الدفاع الحاسم الذي يحمي الدماغ.
ولم يكتفِ الباحثون بهذا الاكتشاف، بل أظهرت تجارب منفصلة على الفئران أن العدوى الفموية بهذه البكتيريا أدت إلى استعمار الدماغ بها، وزيادة إنتاج بروتين «أميلويد بيتا» اللزج المرتبط عادةً بالمرض، كما تم تحديد انزيمات سامة تفرزها هذه البكتيريا تُسمى «جينجيبينز» في أدمغة مرضى «ألزهايمر»، والتي ارتبط وجودها بعلامتين مميزتين للمرض: بروتين «تاو» وعلامة بروتينية أخرى تُسمى «يوبيكويتين». وتُعتبر «جينجيبينز» عوامل ضراوة حاسمة تستخدمها البكتيريا للحصول على التغذية ولتدمير أنسجة العائل.
ويشير هذا الترابط إلى أن سبب «ألزهايمر» قد ينبع في الأصل من الفم، ما يفتح مسارات علاجية جديدة تماماً تركز على مكافحة العدوى، ربما عن طريق تطوير مثبطات لإنزيمات «جينجيبينز»، بدلاً من مجرد علاج أعراض الدماغ، وهو ما يمثل أملاً جديداً في مواجهة هذا المرض العصبي المدمر تماماً.