تقنيات علمية جديدة تكشف الأسرار
امتلاك ذاكرة خارقة... في متناول الجميع
كشف علماء أن القدرة على امتلاك ذاكرة استثنائية ليست حِكراً على الموهوبين، بل يمكن تطويرها من خلال تقنيات تدريب مُحدَّدة، وأن الذاكرة الفوتوغرافية الكاملة كما تُصوَّر في الأفلام غير موجودة فعلياً.
وأوضح الدكتور بوريس كونراد، الباحث في معهد دوندرز للدماغ في هولندا وبطل ذاكرة عالمي، أن «الذاكرة تطوَّرت لِمُساعدتنا على التصرُّف في الحاضر بناءً على تجارب الماضي، والكثير من التفاصيل من شأنها أن تُبطئ هذه العملية».
ويوجد أفراد بذكريات غير عادية، لكن قُدراتهم مُحدَّدة للغاية. فالأشخاص المُصابون بـ«الذاكرة السيرية الذاتية المتفوقة» (HSAM) يمكنهم تذكر تفاصيل دقيقة عن حياتهم اليومية لِسنوات مضت، لكن ذاكرتهم للأمور غير الشخصية ليست أفضل من المتوسط، ويعود ذلك إلى «دافعهم المهووس لِلتفكير في حياتهم والأحداث المُتعلِّقة بها»، وفقاً لكريج ستارك من جامعة كاليفورنيا، أما رياضيو الذاكرة، فيستخدمون أدوات ذهنية تُعزِّز الذاكرة بشكل مُذهِل.
والإستراتيجية الأساسية تتضمن تحويل المعلومات المُجرَّدة إلى صُور ملموسة ووضعها في مشهد عقلي مألوف، في ما يُعرَف بتقنية «قصر الذاكرة».
فعلى سبيل المثال، لِحفظ سلسلة من الأرقام، يمكن ربط كل رقم من 00 إلى 99 بصُورة مُحدَّدة، ثم دمج هذه الصور في مشاهد ووضعها في أماكن مألوفة كَغُرَف منزل الطفولة. وبينما تمشي عقلياً عبر قصر الذاكرة، تجمع المشاهد والأرقام المُرتبطة بها.
وكشفت دراسات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي أن رياضِيي الذاكرة لديهم صِلات أقوى بين مناطق دماغية مُحدَّدة مسؤولة عن مُعالجة الذكريات وتنظيم المعلومات وإنشاء صُور عقلية. والأهم من ذلك، أن ستة أسابيع من التدريب الذاكري لِمُدَّة 30 دقيقة يومياً حوَّلت دماغ الشخص العادي ليُشابِه دماغ رياضي النُّخبة.
ويُؤكد كونراد أن «هذا البحث يُشير إلى أن الذاكرة الفائقة يمكن الحصول عليها»، مُضيفاً أن هذا العمل «يشعر بأنه عاجل بشكل خاص الآن حيث نُواصل الاستعانة بِمصادر خارجية لِتذكُّرنا في أجهزتنا».