ابتكار جُزيء ثوري يحمي أدمغة مرضى باركنسون

العلماء طوّروا جُزيء ببتيد يُثبّت «ألفا سينوكلين» في شكله الصحي
العلماء طوّروا جُزيء ببتيد يُثبّت «ألفا سينوكلين» في شكله الصحي
تصغير
تكبير

في تطور علمي واعد، نجح باحثون بريطانيون في ابتكار جُزيء جديد يمنع بروتيناً رئيسياً من التجمع في الدماغ، وهو الأمر الذي من شأنه أن يفتح الباب أمام علاج يُبطئ تدهور مرض باركنسون وبعض أشكال الخرف.

وأنشأ علماء من جامعة باث، بالتعاون مع باحثين من أكسفورد وبريستول، جُزيء ببتيد يحبس بروتين «ألفا سينوكلين» في شكله الصحي، وهو الأمر الذي يمنع تحوله إلى مجموعات سامة تسبب موت الخلايا العصبية المرتبطة بمرض باركنسون.

ويوجد بروتين «ألفا سينوكلين» بشكل رئيسي في خلايا الدماغ، حيث يُساعد في السيطرة على إطلاق الناقلات الكيميائية مثل الدوبامين. لكن لدى مرضى باركنسون، يبدأ هذا البروتين في التجمع، مُشكِّلاً كُتَلاً ضارَّةً تُلْحِق الضرر بالخلايا العصبية وتقتلها، وهو الأمر الذي يؤدي إلى أعراض المرض كالهزّات والتصلب وصعوبة التحكم في الحركة.

وأظهرت الاختبارات المختبرية أن الببتيد المُصمَّم مُستقر، ويخترق الخلايا الشبيهة بالدماغ، ويُعيد الحركة مع تقليل رواسب البروتين في نموذج دودة من باركنسون، بحسب ما نشرته مجلة «جاكس أو» في سبتمبر 2025.

وقال البروفيسور جودي ماسون من جامعة باث: «يُوضح عملنا أنه من الممكن تصميم ببتيدات صغيرة بشكل عقلاني لا تمنع تجميع البروتين الضار فحسب، بل تعمل أيضاً داخل الأنظمة الحية. هذا يفتح طريقاً مثيراً نحو علاجات جديدة لمرض باركنسون والأمراض ذات الصلة».

وأكدت الدكتورة جوليا دودلي من مؤسسة أبحاث «الزهايمر» في المملكة المتحدة التي موَّلت البحث: «من المثير أن هذا الجُزيء الجديد يمكن أن يمنع تراكم ألفا سينوكلين غير المطوي.

ومن خلال تثبيت «ألفا سينوكلين» في شكله الصحي، يمكن أن يفتح هذا الباب أمام فئة جديدة من العلاجات التي يمكن أن تُبطئ التقدم في أمراض مثل باركنسون والخرف مع أجسام لوي».

ورغم أن البحث لا يزال في مراحله المُبكرة، يأمل الفريق أن تُمكِّنهم التطورات المُستمرة من التقدم نحو الاختبارات السريرية في السنوات القادمة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يغيّر حياة المُتضررين من الأمراض التنكسية العصبية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي